مقالات

الصراع الأدبي بين الإنسان والزمن

مريم ناجي

قال الله تعالى:
إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى. وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا. هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا
—سورة الكهف _ الآيات 13: 16

في ضوء تلك الآية، قدم لنا الكاتب توفيق الحكيم أولى أعماله المسرحيةأهل الكهف” التي تحكي بعضًا من حكاية “أصحاب الكهف”.

تُعد هذه المسرحية من أجمل زخارف الأدب العربي على الإطلاق، حيث أنها تعبر عن وجهة نظر دقيقة، وذهنية عميقة للكاتب، الذي أرد أن يُعلي شأن الأدب العربي، وقد فعل.

على الرغم من أنه قد تم كتابتها منذ عقود، لكنها مازالت تلفت الأنظار، وتسرق العقول؛ لما فيها من نظرات فلسفية، فريدة!

تحكي قصة أهل الكهف عن مجموعة من الفتية، كانوا يسكنون في مجتمع ضال، بيئة كافرة، وقد هداهم الله إليه، ففروا هاربين من تلك القرية؛ مهاجرين لمكان آمن يعبدون فيه الله، فخرجوا، ومعهم كلبهم لكهف ضيق في الصحراء.

لقد زهدوا المدينة، وما بها من متاع، وذهبوا إلى الصحراء الموحشة، ولكن المؤمن يستشعر الله في كل لحظة خوف، فيرده الله آمنًا؛ إيمانًا بقوله تعالى:
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

ثلاثمائة ألف سنة، دون أن تتحلل أجسادهم، فهذا يدل على رعاية الله التامة لهم، منهم من يقول إنهم ثلاثة، والبعض الآخر يقول أنهم ثمانية، ولكن اختار الحكيم أن يقتصر على ثلاثة فقط.

يبدو الصراع بين الإنسان، والزمن حاضرًا بقوة لدى الحكيم، حيث أنه أضاف تفاصيل هامة بجانب الحوار الثري بين الشخصيات، فقد سيطر على فكرهم، وتوجهاتهم.

افتتح الحكيم بتلك المسرحية المسرح القومي لأعماله في عام ١٩٣٥، وشارك في البطولة كلًا من:
صلاح سرحان، وعبد الله غيث، وعبد الرحيم الزرقاني، وكانت من إخراج المخرج الكبير زكي طليمات.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!