مقالات

عبرة لذوي الألباب

✍️ مايكل عاطف هتلر

أن الله خلق كل شيء بحكمة ومقدار، فلم يكن أي منها بالعبث أو دون فائدة ودور ليقوم به، حتى أبسط مخلوقاته كالنمل تحوي عبرة إن تأملها ذوي الألباب يفهمونها، دعنا نتأمل فيها بعض الشيء لنفهم.

النمل من المخلوقات الضعيفة التي لا تحتمل الطقس البارد؛ من الكائنات التي تطبق البيات الشتوي أي أنها لا تعمل في الشتاء، لا تملك سوى الصيف لتعمل فيه، تخزن احتياجها أو ما يكفيها من الطعام للعام كله في هذه الفترة الصغيرة، بمفرده يعد من المخلوقات الضعيفة لكن أن كان في مجموعة منظمة يستطيع أن يفعل المعجزات، وهو يتسم بالنشاط والجدية في العمل.

كل هذه الصفات في هذا المخلوق الضعيف تحوي عبرة، من يتأملها يستخلص العبر والدروس التي تنفعه طوال حياته، ويتعلم منها؛ لذا دعنا نوضح بعضها بشيءٍ من التفصيل.

الأولى: أن الإنسان لا يملك سوى فترة الشباب ليعمل فيها، فهو لا يدرك معنى العمل وقيمته في الطفولة، ويعجز عنه في الشيخوخة، لذا يلزمه أن يعمل قدر ما يستطيع في وقت قوته لينفعه حينما يأتيه العجز.

اليوم أنت قادر على أن تلتهم قدر ما شئت من العلم النافع، وترفع يداك لتتضرع إلى الله وتشكره على حبه وإحسانه لك، وتقضي الوقت مع أحبائك وتستمتع بحياتك، وتقدم الخير والإحسان لمن يحتاج…

الغد لا تقدر، وأن لم تفعل هكذا تعجز فيه حتى عن الحسرة على ما ضاع منك، وما فعلته يوم القدرة ينفعك يوم العجز.

الثانية: في الأتحاد قوة؛ إذا سرت في الطريق وحدك تسقط، وأن كنت مع رفيقك الصحيح يرفعك لتكملوا طريقكم مع بعض.

إن رفعت حجر وحدك كُسر ظهرك، وأن كان معك أصدقائك رفعتموه مع بعضكم البعض بأمان وسلام، وحدك أنت ضعيف لا تقدر أن تفعل، ولكن إن كان الله صاحبك تقدر على فعل المعجزات.

الثالثة: لا تعمل واجباتك برخاوة وكسل، وقتك قليل للغاية لا يسع كسلك، وأيامك أسرع من البرق، مرورها لا تحتمل رخاوتك، وشبابك كالبخار لا تضيعه في التأجيل؛ تذكر أنك لا تملك سوى اليوم لتعمل فيه بنشاط، فالأمس لا تقدر أن تعيده لأنه مضى، والغد لا تعلم بشأنه أو أن كان سيأتي.

من يريد أن يتعلم يمكنه الأستفادة من كل شيء ليفهم عبرة، فالحياة والكون خير معلم، ومن يطلب الفهم يلزمه أن يكون كالنحلة التي تطلب من كل زهرة ما يلزمها من رحيق لتعمل منه العسل.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!