خواطر

حبيبي أصبح سراب

✍️ نانسي هندي

هاا قد وصلت إلى أرض تلك البلاد، اخترت السفر لهذا المكان بالذات لأن هذا أول مكان جمع بيني وبينه، حيث كان اللقاء الأول بيننا، اخذتني قدمي إلى شاطئ البحر، حيث صادفته أول مرة وألتقينا.

جلست على حطام صخور البحر المهشمة ممسكة بدفتر مذاكرتي؛ لأكتب خواطري الجامحة اليوم هو الثاني من شهر أمشير، لقد مضى عامًا كَامِلًا على رحيله، يسيطر على فكري شعور الاشتياق والوحشة، كنت ومازالت على عهد حبي له فهذا هو أول مكان جمعنا، أشعر أن روحه حولي في هذا المكان، أرى كل شيء من حولي سراب، فقد تركني الذي تركت من أجله كل شيء، قام بغزو قلبي وأحلامي وحياتي وفجأة غادر ولكن نسي أن حياتي ما زالت تحت أسر حبه، فأنا ما زالت سبية لقلبه وأسيرة لروحه، كيف علق قلبي وروحي به، وتركني مهشمة القلب والروح أبكي على أطلال حبنا المنكوب في أول مكان جمعنا، لا أعلم ما حدث له، وهل ما زال على قيد الحياة؟! أم أنه فارقنا وذهب إلى مكان بعيد في السماء؟

أصعب شعور قد لا تعتاده نفسك هو الشعور بالحيرة والغموض تجاه شيءٍ ما، لا تتركوا من تحبون دون سبب، فهذا الشعور أصعب من شعور الموت نفسه، شعور أن تعتاد نفسك شَيْئًا، ثم تستيقظ بين يوم وليلة تجد كل شيء حولك تحول لسراب، شعور مؤلم حَقًّا لا أجد حد لوصفه بكلماتي العابرة المتناثرة من قلمي، أشعر أن كل شيء من حولي ينطق باسمه، ثم همست وقولت لنفسي لم ولن أستطع تقبل فكرة رحيله.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!