خواطر ذاتية
أَكتُب لأكون، فالكتابة تعبير عن كينونتي المتفردة وبصمتي الخاصة ووجودي الاستثنائي، أَكتُب لأجد في حروفي روحًا قد تغيب عني؛ فروح الكتابة ترد فيَّ الروح.
أَكتُب لأنقل نفسي من ظلام الواقع لنور الخيال والحلم والرجاء، أَكتُب لأن أقلامًا كثيرة لا تُعبِّر عني، فقلمي هو أنا وأنا هو قلمي.
أَكتُب لأتنفس من جديد، فالواقع بحر غويط خانق يجعلني أغرق، والكتابة تجعلني أطفو على شواطئه وبين جنباته أتجول وأستلقي لأستلهم ضوء الشمس من جديد واستدفئ بحرارة الكلمات.
أَكتُب لأن قلبي فاض وملأ الأرجاء، فبات الحِبر متنفسًا لأعبُر حواجزي وحدودي وكل عوالمي؛ فأغوص بقلمي في عوالم الكتابة والبوح عما يجول في خاطري.
الكتابة روح نستلهمها فترد فينا الروح في أحلك الأوقات التي نمر بها، فعندما نُمرر أقلامنا ونُدوِّن على صفحاتنا نجعل كل مُر يمُر؛ فالكتابة دومًا تُمرر ما لا يمُر، فقد قيل: “مَرِر الأمر قبل أن يُمررك” نعم الكتابة وحدها تفعل ذلك.
الكتابة فن نتفنن فيه فنخرج عن المألوف القاتل والروتين الخانق والواقع الرتيب.
الكتابة نظرة نور لأعماقي وذاتي استبصر حقيقتها واستعيدها من حطام الموت وأغلال الفناء، فأسبح بقلمي في عوالم الأبد لتعانق روحي أبد الحياة فوق موت الزمن.
أَكتُب لأني أهوى الوجود وأكره العدم وبين ضلوعي تتصارع العوالم، فأعلن بقلمي روحي وحضوري وكل كياني، فلا أعيش خوفًا ولا أموت هربًا.
أنا القلم والقلم أنا، فأَكتُب مَن أنا وأبقى ما دُمت أنا، فلن يموت من وضع روحه في قلمٍ ودوّنها على ورقٍ.
يُمكنني أن أُفرط في أي شيءٍ إلا في قلمي، فهو جزءٌ لا يتجزأ مني، بل هو كُلي.
