خواطر

الحقيقة الغائبة

شيماء عبد المجيد

أسعى جاهدةً؛ لطمس تلك الحقيقة والتي تكاد تكون هي الوحيدة المحتومة في هذه الحياة، أُراوغ، أنكر؛ لعلي أجد سبيلًا للبقاء والاحتفاظ بهم (ولو قليلًا) فمنهم من ذهب إلى مصيره المحتوم وغيبه القدر، ومنهم من كان كقارب نجاة أوصل غريق لبر الأمان فأدى مهمته وعليه أن يعود ومنهم..

أُطلق صراخًا داخليًا، وآهات مكتومة معلنةً احتجاجي!
أتشبث بكل ما أوتيت من قوة؛ كي أظل بقارب نجاتي
أراوغ بإنكاري؛ فأتساءل هل حقًا رحلوا؟ فيجيب قلبي لا إنهم هنا لم يبرحوا المكان(نعم أثرهم وذكرياتهم لازالت هنا).

أتشتت، أغرق في أفكاري، وفي محاولاتي لخديعة نفسي وإنكاري لتلك الحقيقة؛ ولكن لم كل هذه المناورات؟ أهي الأمل الذي يعطينا أنفاسًا لنحيا بها بعدهم! أم هي نزعتنا الداخلية للخلود الكامنة فينا من عهد آدم توحي لنا بأن كل شيء قد يستمر للأبد وتنسينا أن كل شيء إلى زوال.

قد نُمني أنفسنا طويلًا أن رحيلهم حلم، قد نتمسك بآخرين لآخر رمق، قد نحتال على أنفسنا، نقوم بكل ما وسعنا القيام به؛ ولكن في النهاية لا مفر!، علينا أن نعترف ونسلم الأمر بأننا فترات ورسائل لبعضنا البعض، ثم يمضي كل لطريقه، أو مصيره المحتوم.

فتعلق بمن شئت، ولكن أعلم أنك حتمًا مفارقه، وخادع نفسك كيفما تشاء، ولكن تبقى الحقيقة واضحة ساطعة سطوع الشمس لا تحتمل الشك، فلزامًا علينا كي نريح أنفسنا من عناء المقاومة ونصل لسلامًا داخليًا لأنفسنا، أن ندرك يقينًا، ونعي جيدًا ولا ننسى أن {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!