مقالات

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”

نبيل شيمي

كان عمر ينادي زوجته يا بنت الأكرمين، كان يكرمها ويكرم أهلها.

في إحدى الليالي كان سيدنا عمر بن الخطاب يدور حول المدينة ليتفقد أحوال الرعية، فرأى خيمة لم يرها من قبل، فأقبل نحوها متسائلا ما خبرها؟ فسمع أنينا يصدر من الخيمة فازداد همّه، ثم نادى فخرج منها رجل، فقال عمر: من أنت؟
فأجابه: أنا رجل من إحدى القرى من البادية وقد أصابتنا الحاجة فجئت أنا وأهلي نطلب رفد عمر، فقد علمنا أن عمر يرفد ويراعي الرعية.
فقال عمر: وما هذا الأنين؟
قال: هذه زوجتي تتوجع من ألم الولادة.
فسأله عمر: وهل عندكم من يتولى رعايتها وتوليدها؟
أجابه الرجل: لا، أنا وهي فقط.
فقال عمر: وهل عندك نفقة لإطعامها؟
قال: لا.
قال عمر: انتظر أنا سآتي لك بالنفقة ومن يولدها.
ذهب سيدنا عمر الى بيته وكانت فيه زوجته سيدتنا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.
فنادى : يا ابنة الأكرمين، هل لك في خير ساقه الله لك؟
فقالت: وما ذاك؟
قال لها: هناك مسكينة فقيرة تتألم من الولادة في طرف المدينة.
فسألته: هل تريد ان أتولى ذلك بنفسي؟
فقال: قومي يا ابنة الأكرمين وأعدي ما تحتاجه المرأة للولادة.
وقام هو بأخذ طعام ولوازم الطبخ وحمله على رأسه وذهبا.

وصلا الى الخيمة ودخلت ام كلثوم لتتولى عملية الولادة وجلس سيدنا عمر مع الرجل خارج الخيمة ليعد لهم الطعام.

ام كلثوم من الخيمة تنادي: يا أمير المؤمنين اخبر الرجل أن الله قد أكرمه بولد وأن زوجته بخير، عندما سمع الرجل منها (يا أمير المؤمنين) تراجع إلى الخلف مندهشا فلم يكن يعلم أن هذا عمر بن الخطاب!

فضحك سيدنا عمر، وقال له: اقرب اقرب، نعم انا عمر بن الخطاب، والتي ولدت زوجتك هي ام كلثوم ابنة علي بن ابي طالب.

فخرّ الرجل باكيًا وهو يقول: آل بيت النبوة يولدون زوجتي؟ وامير المؤمنين يطبخ لي ولزوجتي؟ فقال عمر: خذ هذا وسآتيك بالنفقة ما بقيت عندنا.

هذا هو المِنهاج الذي أخذوه من سيدنا محمد “صل الله عليه وسلم” ، فما كانت رفعة عمر بمجرد صلاة وصيام وقيام، ولا فتوحات فتحها في الأرض فحسب، بل كان له قلب خاضع خاشع متواضع منيب وأواب، يقيم العدل والحق في الأرض، ويحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله يوم القيامة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!