مقالات

لماذا تشوهون صورة مصر؟

ياسمين مجدي عبده✍

أتوجه بسؤالي هذا في كل عام تقريبًا للمسؤولين عن الدراما الرمضانية، فكل عام وأنتم بخير أعزائي

ها قد انقضى الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم على خير سلام رغم أنف كل الظروف وعلى رأسها الكورونا اللعينة، وانقضت معه الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان التي تم اختيارها لتحاصرنا بأحداثها من كل اتجاه وبما أن الخطاب يتضح من عنوانه كما يقول المثل الشهير، فقد اتضحت ملامح معظم المسلسلات وإن كانت تصب جميعها في فكرة واحدة تحدثت عنها مرارًا وتكرارًا هي فكرة شلل العقول.

أقصد هنا عقول السادة مؤلفي المسلسلات المختلفة فنفس المواضيع ونفس الحوارات تقريبًا، فعجز كتاب الدراما هذا العام عن خلق أفكار جديدة تتكون منها أعمال درامية بناءة نخرج منها بالعظات التي نستفيد منها في حياتنا.

لكن لو أمسكت عزيزي القارئ أو المشاهد بالريموت كنترول وتجولت ما بين القنوات أرضية كانت أم فضائية، لن تجد سوى لقطات حرب ودمار، تخريب، ألفاظ مما لا يهواها قلبك ولا أذنك من التي لا يتماشى مع قدسية هذا الشهر الكريم، اللهم إلا بعض المسلسلات الكوميدية التي تجعلنا نبتسم لو بالقليل ننسى لبضع ساعات همومنا معها.

ولكن هناك بعض العيوب في جموع المسلسلات لعل من أبرزها هي الموسيقى التصويرية، فهي عنصر من العناصر التي تخدم المسلسل لكن لها أماكن معينة في الحلقات ليست الحلقة بأكملها، كما أننا لم نستطع أن نستمع للحوارات من خلال المسلسل مما يجعلنا نملٌُ لا نكمل حلقاته.

من ناحية أخرى، هناك بعض المسلسلات التي تم منعها من العرض لمجرد أخطاء طفيفة في السيناريو كان ممكن إصلاحها وعرض المسلسل فهو يتناول حقبة مهمة لا نعرف عنها إلا القليل في تاريخ مصر الفرعونية، لكن عندما نسأل ما كل الخراب والدمار بتلك الكمية في المسلسلات يقولوا لنا أنها سمات الحارة المصرية.

ولكن من جهة نظري، أن الحارة المصرية ليست بهذا الشكل فقط لكن هناك الأهم من الخراب والبلطجة.

فهل يعقل يا سادة أن نفضح أنفسنا هكذا أمام الغرب بعرض هذا الكم من الخراب والدمار التي تتميز بها مسلسلات رمضان هذا العام؟ فهم يشاهدوها معنا عبر الفضائيات وعبر المنصات الإلكترونية بهذا الشكل؟

هل تلك هي صورة مصر الجميلة ونتاج مجهوود ناس شرفاء يبنون في مصرنا الجديدة ونحن مازلنا نشاهد الحواري القديمة؟

سؤالي لكم أيها المنتجون، لماذا أراكم بهذه السطحية في التفكير؟ لماذا لا تفكرون بعمق أكثر من هذا يا سادة وتنتقون ما نشاهده في رمضان؟

على النقيض يا قرائي هناك بعض المسلسلات أمثال مسلسل الفنان يحيى الفخراني، والذي أراه من جهة نظري المسلسل المثالي فيتسم بالفخامة والعظمة والرقي مسلسل يحث الشباب على الأخلاق الكريمة ويوضح لنا الشباب الذي يخاف على مستقبله ويستغل وقته في أشياء مفيدة.

ناهيكم عن المسلسلات الوطنية التي تجعلنا نحمد الله في كل وقت على وجود رجل مغوار مقاتل عبر ببلدنا لبر الأمان بعد أن كادت تغرق، وتعرفنا من ذا الذي يحفظ جميل بلده عليه ليعرف الشباب الصغير أين كانت مصر وأين كانت ستذهب وأين هي الآن وأين نحن.

أما عن برامج المقالب هذا العام فحدث ولا حرج، فهي أيضًا لا تخلو من تلك التي تملأ مسلسلاتنا المصرية من ألفاظ وسلوكيات وهنا نرى إغفال صناع تلك البرامج والمسلسلات أن هناك نشأ جديد يطالع تلك البرامج ويتعلم منها.

ومن هنا أتساءل هل هذا أصبح دور الإعلام المصري الآن؟ فلقد عاد الإعلام المصري كما كان في سابق عهده، فكان الإعلام هو السبب في ضياع معظم شبابنا؛ فنحن نعلم أن دور الإعلام هو التثقيف والترشيد ولكن أين هذا التثقيف وهذا التوجيه إذ أصبح هذا هو حال الدراما والبرامج؟

من هنا، أناشد جموع المسؤولين أن يقفوا وقفة حاسمة حيال هذا ومراجعة كل ما يُبث عبر الفضائيات والمنصات الإلكترونية قبل أن يتم عرضه حفاظًا على خلق جيل جديد ينفع نفسه ووطنه في المستقبل.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *