متلازمة فقدان الذاكرة من الأمراض التي صادفتنا في الدراما والأفلام وجميعنا كنا نظن أنها فقدان تام، فلا يستطيع مصاحبيها تَذكُر لحظات الطفولة أو أحداث، فهل هذا هو التصوير الصحيح لهذه المتلازمة أم أنها كانت كذبه درامية.
الأشخاص الذين يصابون بها ويعانون منها ليس من الشائع أن ينسوا من يكونون وكيف كانوا؟! ولكن يجدون الصعوبة في صُنع ذكريات جديدة وأحداث أخرى وتعلم معلومات جديدة، وكما نعلم أنها ناتجة عن حدوث خلل واضطراب بمناطق من الدماغ وإلى الآن لا يوجد علاج محدد لفقدان الذاكرة.
يواجه معظم المصابين بفقدان الذاكرة مشاكل وصراع كبير مع ذاكرتهم قصيرة المدى، فلا يتذكرون المعلومات والأحداث الجديدة، ولهذا يتعرض كُلًا من الذكريات والأحداث الحديثة إلى خطر الفقدان وفي الأغلب تنجو الذكريات الأقدم فقط.
كما أن مصاب هذه المتلازمة لا يجد صعوبة في استيعاب ما يُوَجَّه له أو تعلم شيء كقيادة دراجة أو العزف على البيانو ومنهم من يدرك أنه مصاب بالفعل بخلل في الذاكرة وعلى السبيل الآخر والاتجاه المعاكس لهذا الأمر ما يسمى “الاضطراب العقلي” وهو ينطوي على فقدان الذاكرة، إلا أنه أخطر فهو يصاحبه العديد من المشاكل الإدراكية الأخرى التي تؤدي إلى العجز والصعوبة في إتمام المهام اليومية.
وإلى هنا قد تكون انتهت الحقائق العلمية والأبحاث العلمية والدراسات المستمرة، ولكن ما زالت هنالك حقيقة وهي “جميعنا أصابتنا متلازمة فقدان الذاكرة”، جميعنا فقدنا الذاكرة في حقوق من حولنا تجاهلنا، تناسينا.
فالصديق الذي راهنته على البقاء داهمتك سُبل الحياة ولم تتذكر سبيل صداقته، أخذتك الدنيا بين غيومها وزحام أركانها، ولم تتذكر حق صديقك ووعدك إليه بالبقاء فربما قد لازمك فقدان الذاكرة عنه.
وحق والديك الذي أصابك النسيان به أيضا ولم تتذكر عدد المرات التي ضحوا بأنفسهم لأجلك فربما جهلت أنك كنت خيارهم الأول والأخير، والآن من الممكن أنك غفلت عن وضعهم ضمن قائمة الأولويات.
جميعنا صاحبتنا هذه المتلازمة ولكن باختلاف المكان وربما هناك من أصبح بداخلها دون عودة.
أصبحت ملازمة له إجبارًا، لا يتذكر ما حدث معه أمس، هل كان وحيدًا؟! أم كان سعيدًا؟! هناك من فقد السيطرة على نفسه فلا تدع نفسك للرحيل ولا تُفلت حبال العودة إلى الصواب ولا تختر الهروب من الماضي بل واجهه على قدر المستطاع وابقى على أمل ويقين بالله “فاللهم نجاة من الدنيا”.
