مقالات

كلام كثرت فيه الأقلام

✍️ عاطف دبل

حل الحرب، ووصال الرب وسكر دون شرب في الشرق الغرب موطنه كل درب..

أيها السادة إليكم كلماتي عن الحب!

الحب من المعاني المجردة ليس لها أساس مادي ويتم التعبير عنه بالأفعال، فلا يمكن أن ترى أحدهم يحب، بل تراه يعبر عن حبه، شعور مستقل تعرفه الأم والأقران والخلان، والمتصوفة، فيحدثونك عن نار شوق و بريق عينين، غياب عقل وعذاب قلب.

دخل المُحاضر واعتلى كرسيه على جانب خشبة المسرح، ولا يزال الحضور في تهامس متراكم يخلق صخب في أروقة القاعة، بدأ يخرج من حقيبته زجاجة بها سائل أحمر وكأس فارغة، كان قد هدأ الجميع يتابعون ما يفعله معلمهم على غير عادته، ثم بدأ يسكب من الزجاجة إلى الكأس ورفع يده بالكأس ونطق أول كلماته..

“ليس نبيذ البسطاء من الكركدية.. إنها دماء.. في الكأس أمامكم دماء، وقبل أن يعلو فضول الإنسان السخيف بالتساؤل هي دماء بشر أم لا… لن أرضي فضولكم هذه المرة، أمامنا وعاء يحمل دماء، ثم نظر إلى الكأس في يده وأتبعها بسؤال..

من منكم يشعر بحب هذا الكأس؟ من يكرهه؟ من يتألم شوقًا لهذا الكأس؟

هكذا قلوبنا أوعية تحمل دماء لم نحمّلها معاني ومشاعر أكبر من حجمها؟

الحب دليل وجود إله، فالقلوب التي أوضح المُحاضر أنها مجرد أوعية تحمل دماء تتألم للبعد عن أشخاص نحبهم، وتشتاق كذلك إليهم، فإذا كان الجسد تطور من الطبيعة؛ فمن خلق الحب؟

ليس نقيضًا للكره فمن لا يكره ليس بالضرورة يحبهم، ويختلط على الناس الحب مع بعض المعاني الأخري مثل الإعجاب، فمن يحب لا يرى حتى يعُجب، وكذلك الشهوة، من يحب لا يريد شيء، ولكن بعض الأفعال تأتي في إطار التعبير عن الحب كالعناق والقبلات التي هي أبواب قصر المحبين.

ذات الشعور يكون تجاه الجميع، فالأم تحب ابنها بذات شعور حبها لأخيها وأبيها، والرجل يحب زوجته بنفس شعور حبه لزوجته ورفاقه بل وكلبه وعم سعيد البقال.

ذات الشعور وتختلف درجات الحب، ومن درجاته “العشق” يعلوها “الهيام”.

سادتي إلى هنا انتهت كلماتي، موضوعٌ قديم طالته كثير من الأقلام قبل حتى أن تبدأ حياتي، شكرًا لاهتمامكم وهذه إليكم تحياتي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!