مقالات

لن نرحل


«لن نرحل»
هكذا كُتبت هذه الجملة على جُدرانِ منزلٍ من منازل حي الشيخ جراح، حيث قام أيضًا شيخٌ كبير بوضع يده عليها، محاولًا أثبات الأمر له ولمن يراهُ..

«لن نرحل»..
جملة خُلقت من رحمِ المُعاناة، من رحم اليأس والاستبداد والاحتلال، من جرمٍ مشهود يجول أمام أعيونِنا غير مُبالين بعظمته، يحاولون هم بأقصى ما لديهم، ونحن هَهُنا مكتفي الأيدي، بكم اللسان..

«لن نرحل»..
يُناشدنا رجلٌ بها، يُخاطبنا بحاله، وإصراره وهو تحت قيد الاحتلال المُغتصب، فكيف هو وكيف نحن!، يعلمنا كيف الصمود وكيف المُعاملة، بل يُعايرُنا!
يقول لنا: ظلوا أنتم هكذا، وسيثور من كان تحت أغلال القيد الصيهوني الغشيم!

«لن نرحل»..
يا صهاينة، يا كل من لزم حي الشيخ جراح، يا شعب فلسطين، يا أهل الإسلام، يا أمة محمد!
ألم تروا حالنا، نحاول أن لا نتخلى عن قُدسنا، أرضكم!، أرضكم تُنتهك، وعرضكم يُباح من يدي أقذر أُناسٍ على وجهة الأرض.

«لن نرحل»..
سنظل هَهُنا، سنظل ببعض قوانا نواجه، سنظل بضعفنا وقلة حيلتنا نقف في وجه الاحتلال القذر الذي لا حول له ولا قوة، من هم ليأخذوا منا أرضنا وديارنا، من هم وبأي حقٍ يُندسوا أقصنا ليعشوا برغدٍ فيها..

«لن نرحل»..
هكذا كتب فلسطيني الأصل والمنشأة، قوي الفكر والعزيمة، مكسور القلب، ضعيف الحيلة، ولكن لعله يحاول أن لا يستسلم لحاله، يحاول أن يَمُد يد القوة لنفسه ولأهله، يحاول أن يقف صامدًا أمام غشم الصيهانية المتغصبة!.

«لن نرحل»..
وسنظل على العهد مهما حاولوا، لن يُستباح لهم أخذ فتاتِنا منا، لن يُستباح لهم أخذها ولو طال نباحهم حد السماء، وأن حاولوا فالله يقينًا ناصِرنا، وسنظل بأقصى ما عندما نحاول.

نحزن على قُدسنا، واللهِ نحزن، نحزن على زهرتنا، زهرة الأرض، نور الله لنا، بقعَتنا المطهرة وماذا نفعل!

رباه أنك تعلم ما لم نعلم، رباه كيف لنا بها، القلب يتألم بل يعتصر عصرًا لهم، على انتهاك أرضنا واغتصابها أمام أعيونِنا، على طرد أخواتنا المسلمين، على ذعر صغارنا ونسائنا وشيوخنا.

رباه ما لنا غيرك ناصرٌ، عزيز قوي، فانصر أقصنا، انصر حي الشيخ جراح، إيدِهم بنصرك، إيدهم بتأييدك، رباه ضعُف مسلمي الأرض، ضعُف رؤسائها، وحُكامها، انعدمت يد المعونة من العرب، يدعون الصمٌ والبكمٌ والعمٌ فهم لا يبصرون!.

رباه ارحم قلة ضعفنا، وارحم حالهم، ما لنا غير المُناجاة، غير الدعاء، غير الاعتراض قلبًا وقالبًا، صمت الجميع وهُزم، ولكن نقف جميعُنا أمام جلالتك وعظمتك، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم يا عزيز يا جبار!

انقذ حي الشيخ جراح من يدي اليهود المُغتصبين، ارجع لنا فتاتنا طاهرة المكان، من نجاسة أقدامهم، جميعنا آملين فيك أن تقلب موازين الأمر، أن توريهم قوتك وحفظك لأقصنا، رباه نأمل أن لا نراهم فيها، اللهم لا قوة لنا إلا منك، لا قوة لنا إلا منك..

فلننتفض لأمنا، فلننتفض للقدس.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!