خواطر

إنسان وكفى

هاني منير

أنا مجرد إنسان يهوى الحب، يعشق الحياة، يعانق الجمال، ويستلهم النور من كل إنسان ومن أسرار الوجود.

أنا إنسان، إنسان وكفى، لا يعنيني أي شيء سوى إنسانيتي؛ فهي كل ما أملك، وأثمن ما أملك.

إنسان يسعى، يسقط، يقوم، يُخطئ، يُصيب، يتعلم، ينمو، يحاول ويكتشف، إنها مسيرة ورحلة شاقة ولكنها تستحق السَير.

لا أهوى التفخيم، ولا يميل قلبي لرسم هالة من النور، أو القداسة حولي، وكل ما أريده منك هو أن تنظر لي فقط كما أنا وكما أعشق النظر لك كإنسان، إنسان وكفى.

إنسان لا يملك سوى قلبه وقلمه ليُعبِّر ويَعبُر بهما.
إنسان يسعى جاهدًا للاحتفاظ بإنسانيته وسط عالم معدوم الإنسانية، “إنسان لا يعرف إلا الإنسان”.

الإنسان -أي إنسان وكل إنسان- في أشد الحاجة لمن يراه في أشد الأوقات التي لا يرى فيها حتى  نفسه، ويعرفه حينما يجهل كل شيءٍ حتى نفسه، ويحبه عندما يراه كارهًا للكل حتى نفسه، ويعانقه في أوقاته الضائعة وأحلامه الشاردة، ويؤمن به عندما يكفر بكل شيءٍ وبكل أحدٍ حتى بنفسه.

ولا أجد أروع مما قاله “توليستوي”: “كن إنسانًا أو مُت وأنت تحاول”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!