مقالات

الأربعين

✍️ شيماء عبد المجيد

يعيش الإنسان مع بداية شبابه رحلة طويلة من الصراع الداخلي، والشد والجذب في اتجاهات متنافرة؛ فنراه يتأرجح بين كل ضدين؛ الخير والشر، القوة والضعف، الاستقامة والتهور والاندفاع.يظل يميل الإنسان إلى كل من هذه الأضداد، وتستمر الشخصية في هذا الصراع الطويل إلى أن تتبلور الشخصية، وتتضح وتأخذ اتجاه الاتزان.

وكان لعمر الأربعين النصيب الأكبر من تحقيق هذا التوازن في الشخصية كما ورد في آيات الذكر الحكيم “حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.

وقد ورد في معنى أشده في الآية هو ” تناهي قوته واستواءه واكتمال حجة الله عليه حيث انتهاء جهالة شبابه، وقد مضى من سيء عمله ما مضى ومعرفة حق الله عليه، وبذلك يكون وصل إلى تمام نضجه واستواء شخصيته.

وفي إحدى النظريات المفسرة للشخصية وتكوينها في علم النفس للعالم “كارل يونج” والتي طرحها عام 1919 والتي طرحت نظرية الأقطاب المتضادة التي تتبادل وتتصارع داخل الإنسان، وتتفاوت سلوكياته فيما بينها كما سبق التوضيح.

إلى أن يستطيع الإنسان أن يُعادل بين هذه الصفات ويتزن، وتأخذ شخصيته اتجاه معين، ويحدث هذا تحديداً في سن معين رأى “يونج” أنه سن الأربعين حيث يكتمل نضج الإنسان ويتكون بداخله ما اسماه كارل يونج الذات.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!