مقالات

ابتسامه مزيفة

✍️ حنين فتحي

في أغلب الأحيان نُحاط بأشخاص نرى السعادة رفيقتهم ولا تصاحبهم سوى ابتسامه تملأ وجوههم، فهل تكون هذه هي حقيقة الأمر أم أنها لعنة لم تفارقهم؟!

فهنالك أشخاص يعانون من الاكتئاب المبتسم، فهم أشخاص يميلون إلى إخفاء ما يشعرون به من تعاسة وحزن، وتقلب مزاجي فالهروب الوحيد بالنسبة إليهم هو إظهار ملامح السعادة ولكن على الأغلب إنهم لا يشعرون بشيء سوى الرغبة في التخلص من هذا العالم..

ويصعب علينا التعرف على الأشخاص الذين يصيبهم هذا المرض فهم دومًا يظهرون كأشخاص عاديين لا يعانون من أي شيء، فعند لقائهم، ومحادثتهم لا يبدون سوى أشخاص تمتعوا بالقوة في حياتهم اليومية، وهم أشخاص يعانون من السرعة في تقلب المزاج فهم يشعرون بسعادة حقيقية إذا حدثتهم عن نجاح عمل خاص بهم، ولكن سرعان ما يعودون إلى وضعهم الحزين، وأيضا أثناء تلقيهم انتقادات من الآخرين يؤثر بشكل سلبي كبير عليهم.

أكدت بعض المصادر أن أصحاب الاكتئاب يهربون بشكل كبير إلى النوم فهم يفضلون النوم لساعات طويلة في هذه الحالة، وأشارت الدراسات الطبية إلى أن واحدًا من بين كل عشر أشخاص يعانون من الاكتئاب حول العالم، في حين تتراوح نسبه الذين يعانون من الاكتئاب المبتسم ما بين خمسة عشر إلى أربعين في المئة منهم.

اتركوا من يبتسم يبتسم، ومن يبكي يبكي فلا يوجد داعي أن تهاجموا الجميع على ردود أفعالهم فلا أحد يعلم ماذا أصاب الآخر وبماذا مر، وما حدث له؟!

اتركوا الجميع في عالمهم الخاص بهم فلا تعلم مم يتكون عالمهم، هل يسوده الحزن والقسوة، والوحدة أم عكس ذلك! فدع الخلق للخالق واترك الجميع بين صراعات الحيات فهناك من يواجهه قسوة العالم بمفرده فإن لم تستطع مد يد العون فالتزم الصمت، رفقًا بقلوب تعاني من الوحدة، ويصاحبها الخذلان، وفقد الأمل.

فلا تكون من أصحاب القلوب التي تجردت منهم الإنسانية والقلوب التي شُوهت، وأفواههم التي لا تُبعث منها سوى سموم الحديث، والألسنة التي لا تعلم فضل جبر الخواطر، وأصحاب النظرات التي لا تخلوا من اللوم، والحقد، والأسى، وعدم الرحمة.

“التزموا الصمت إن لم تستطيعوا مد يد العون”

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!