خواطر

ملاكي الصغير

✍️ آلاء أحمد

هذه إحدى محاولاتي للعودة للكتابة، لفتح النافذة حتى تتمكن روحي من التنفس، فالكتابة هي المنفذ، هي الطريقة الوحيدة التي استخدمها للتعبير عن مكنونات قلبي.

ذَاك المكان جديد بالنسبة لي، هؤلاء الأشخاص مندمجون مع بعضهم البعض، غافلين عن تلك الفتاة الكتومة التي تتوارى عنهم، تتابعهم في صمت، نافرة من كل تلك العلاقات التي تَندرج تحت مسمى الصداقة والحب، إنها تبحث عن شخص واحد فقط بين كل تلك الجموع، سَيزف إلى قلبها الأمان بكل أشكاله، تبحث عنه وهي تعلم أنه سَيجدها، أو ربما ستجد هي ذاك الأمان فيما لم تتوقعه.

كانت تفكر عن ما يجب كِتابته ، فتدفقت مواضيع شتى إلى رأسها، لتتجلى تلك الفكرة أمامها، فكرة الحديث عن ذي التفاصيل اللطيفة، عندها تحرك مقاطعًا تيار أفكارها، كما لو كان يدري أنه يسكنها.

أخذت تنظر إليه، تتأمله و ابتسامة على ثغرها، لتقرر ما الذي سَتكتبه عن ذاك الملاك الصغير، الذي منذ أن وقعت عيناها عليه أول مرة ، احتل مكانةً خاصة بقلبها، لا تعلم ما المميز فيه ولكن قلبها يهفو إليه دائمًا، أيمكن أن يكون بسبب اشتياقها لضلعهم الثالث والأساسي؟ فقيدهم ذو الشخصية الحنونة ، والابتسامة الساحرة، نعم تشعر أحيانًا أنه يشبهه، يشبه صفاء قلبه الذي لم تلوثه الحياة بمفاتنها، أعجبت بكل تفاصيله الهادئة، من يداه الصغيرتان إلى عينيه اللامعة، عندما يضم فمه بتذمر أثناء مشاكستها له، يرى الجميع أنها تضايقه، لكن الحقيقة أن ذلك الصغير سلب لُب قلبها، تشعر بالأمان عند احتضانه، وكأنه هو من يضمها لصدره، عندما تغني له يتهيأ لها أنه يستمع إليها، لولا ذاك الملاك لانهارت، هو منقذها الصغير الذي جاء بوقت كانت تحتاج فيه لمن يمسك بيدها ليدُلها علي الطريق الصحيح، كطفلة صغيرة تبحث عن ابتسامة والدها هنا وهناك لتطمئن.

كانت تلهو وتضحك معه، كانت تغفل عن كل ما يدور حولها عندما تُمسك يداه الصغيرتان، كانت تشعر وكأنها تتنفس من ثقب إبرة، ولكن حينما تضمه إليها يعود تنفسها الهادئ بعد انقطاع طويل، إنه ملاكها المنقذ.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!