ابداعات

أَذْكُرِكِ

حنين فتحي

وفقًا للتقويم الغريغوري، فإننا نتواجد الآن في القرن الحادي والعشرين وهو عصرنا الحالي، ولكن أشعر بأن لقائنا في هذا العصر لم يكن لقائنا الأول، أشعر وكأنني أحببتك في أزمُن أخرى سبقت زمن لقائنا، لم تشعر عيني بالدهشة عند أول نظرة إليكِ وكأنها معتادة على رؤيتك، وقلبي المُضطرب من قبل مجيئك سكنه الهدوء عندما وجدك، أفكاري المبعثرة اِجتمع شملها حين أتيتِ، شَفَتْ روحي المتعبة.

فكيف يكون هذا اللقاء الأول والابتسامة لم تفارقني بمجرد النظر إليكِ وجدت في عينيك الأحلام التي فقدتها طوال الطريق قبل أن أصل إليكِ، وجدت روحي الهائمة منذ زمن طويل، منذ لقائك وأنا وجدت ذاتي الضائعة.

ومن حين لقائها وأنا أسقط وأجد يد سلامها تُعانق ضعفي، وتزداد ضبابتي وهي من بين الضبابةِ نور، كانت لي دائمًا مبتسمة تُحالف قلبي على البقاء قيد الأمل، هي أرواحي السبعة، هي لوحات جُدراني، هي فضاء تسبح فيه الأحلام وتسكنه الأُمنيات هي الأميرة الهاربة من أحدى الرويات، هي اعتذار، رسالة من الدنيا إلى قلبي.

أَصبَحتِ علاج تلك الانكسارات التي زعزعت فؤادي وعلاج لتلك الأحزان، والانهزامات وخيبات الأمل التي صابتني قبلها.

رفيقتي في خُطى الماضي والآن هي خُطى المستقبل ومعجزات زمننا الحالي هي أنتِ، وأنتِ تلك المعجزات بأكملها الآن وغدًا وبين كل الأحيان.

نحن وفي كل الأزمنة أرواحنا تتلاقي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!