مقالات

تقدير الذات

ندى عزت

“إذا كنت ترتكب أخطاء، فأنت تقوم بأشياء جديدة، وتجرب أشياء جديدة، وتتعلم، وتعيش، وتدفع وتغير نفسك، وبالتالي تغير عالمك، أنت تفعل أشياء لم تفعلها من قبل، والأهم من ذلك أنك تفعل شيئًا”.

هل سمعت من قبل على فوائد ارتكاب الأخطاء؟

قبل أن تجيب دعنا نُلقي نظرة على ما نحتاجه فعليًا، قدم “ماسلو” عالم النفس الاحتياجات البشرية في صورة تسلسل هرمي من خمس مستويات تبدأ من الأسفل إلى الأعلى وهما كالآتي:

تحقيق الذات. احتياجات التقدير.
الحاجات الاجتماعية. احتياجات الأمان.
_الاحتياجات الفسيولوجية.

كل شخص لديه الرغبة في الارتقاء في التسلسل الهرمي نحو مستوى تحقيق وتقدير الذات، ولسوء الحظ غالبًا ما يتعطل التقدم بسبب الفشل في تلبية احتياجات المستوى الأدنى، والتي تسببه التجارب الحياتية، بما في ذلك الأخطاء، والإخفاق، أو فقدان الوظيفة.

مما يؤدي ذلك لتذبذب الفرد بين مستويات التسلسل الهرمي، ويحدث فقدان الشغف أو الثقة بالنفس.

بالنظر إلى المستوى الرابع للهرم سنجدها الحاجة إلى التقدير وتشمل الإنجاز وتحقيق النجاح، والاستقلال، وبالتالي كل هذا سيتأثر بالأخطاء، والإخفاق بشكل عام وهذا هو موضوعنا اليوم في هذه المقالة، سوف ننظر نظرة جديدة على الأخطاء.

الأخطاء والفرص وهل تقدم الأخطاء فرص في الحياة جديدة؟

نعم إن الأخطاء تقدم لك الفرص، حيث يميل معظمنا إلى محاولة تجنب الأخطاء والنظر إليها على أنها سلبية وليست مهمة.

ولكن الأخطاء يمكن أن تعلمنا وتساعدنا على التحسن والتقدم في حياتنا، ثم إن فهم أهمية الأخطاء وكيفية استخدامها لتحقيق أفضل مصلحتنا هو ما يميز القادة العظماء عن بقية الجمهور، حيث أن هناك مهارة للتعامل مع الأخطاء وفهم كيفية تحويلها إلى فرص للتميز القيادي.

دعنا الآن نتعرف على فوائد ارتكاب الأخطاء:

1.الوضوح:

لقد تعلمنا أن الأخطاء تعني أننا ارتكبنا خطأ أو أننا فشلنا بطريقة ما، لكن تلك النتائج تجعلنا ننظر بوضوح إلى الهدف مرة أخرى، تسمح لنا الأخطاء بمعرفة أننا انحرفنا عما نريد أن نكونه، أو نفعله.

2.مواجهة المخاوف:
من الطبيعي أن تعتبر الأخطاء سلبية ولذلك تعتبرها مصدر تهديد وخوف طبيعي لك، وبما أننا نميل إلى أن نشعر بالفخر والإنجاز، فلدينا تخوفات طبيعية من الأخطاء.

إن الاعتراف بحدوث خطأ ما وإتخاذ إجراءات لتصحيحه، يدعونا إلى مواجهة تلك المخاوف، وتعلم التغلب على مخاوفنا يفتح لنا الطريق للنمو والتقدم، وبالتالي مواجهة مخاوفك هي علامة على القوة والمرونة.

3.إظهار الشجاعة:
يتطلب الأمر شجاعة للاعتراف بأننا لم نفهم الأمر بالشكل الصحيح في المرة الأولى ونريد المحاولة مرة أخرى بإتباع نهج جديد، وفهم كيف تكون شجاعًا عاطفيًا وعقليًا هو أمر يعاني منه الكثيرون.

ولكنها توفر لنا الأخطاء دائمًا فرصًا لإظهار شجاعتنا، والشجاعة علامة على القيادة.

4.تخلق فيك تفكيرًا إبداعيًا:
ربما تتساءل كيف تجعلنا الأخطاء مُبدعين؟
حسنًا تجبرنا الأخطاء على استكشاف البدائل، إنها تتطلب منا إعادة فحص وجدولة الهدف مرة أخرى، وبالتالي تجعلنا نفكر بشكل خلاق لإيجاد أو تطوير الحلول.

تعلمنا الأخطاء ما لا يعمل ويشجعنا على خلق طرق جديدة للتفكير والعمل، فمن الممكن أن توفر التحول في العقلية طاقة إيجابية لاكتشاف شيء جديد وأفضل.

5.الاعتراف سيد الأدلة:
بالتأكيد سمعت عن هذه المقولة سابقًا، لذلك فإن الخطوة الأولى في معالجة الخطأ هي الاعتراف، والاعتراف بارتكاب خطأ هذا يعني أنه يسمح لك بالتعلم منها أو إصلاحها، وتجاهل الخطأ يجعلك فقط تكرره.

6.تحمل المسؤولية:
هذه خطوة صعبة للكثير منا، لكن يجب علينا تحمل المسؤولية عن أفعالنا، ويجب أن نعترف بالخطأ ونطالب به على أنه خطأنا، الاعتذار عن خطأ ارتكبته يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.

من خلال الاعتذار فأنت تظهر الشجاعة، ويجعلك ذلك قائدًا صادقًا ومخلصًا، وتذكر أن هذا يشمل تحمل المسؤولية عن تصرفات فريق العمل الخاص بك، إذا كانت نجاحاتهم هي نجاحاتك، فإن أخطائهم يجب أن تكون أخطائك أيضًا.

وأخيرًا تذكر أن الأخطاء جزء من الحياة وأن ارتكابها يتعلق بفعل نفعله في الحياة، وليس من نحن كشخص، يجب أن نتعلم كيف نتقبل أخطائنا والأهم من ذلك أن نتقبل أنفسنا أولًا.

“كل الرجال يخطئون، ولكن الحكماء فقط هم من يتعلمون من أخطائهم”| وينستون تشرشل.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!