مقالات

التفاصيل المرهقة

أحمد الشاعر

أيام كثيرة أنام وأنا دامع العينين، تدور الحياة كشريط سينما أمام عيني، يومي المرهق بكل تفاصيله أضعه أمامي، زقزقة عصافير العمل، الانتباه الزائد عن اللازم لكل مايحدث حولي كيلا أخطئ، كل هذا يفترش السرير أمامي ويخرج لسانه لي كل يوم وهو يقول “إن كنت رجلًا أقتلني”.

“لو كان الفقر رجلًا لقتلته” حينما انتشرت تلك المقولة كان الفقير سعيدًا في حياته لكنه فقير، تلك الكلمة تسبب جرحًا عميقًا في كيان الفرد وتأثره بالجماعة بشكل كبير، لا سيما أن المجتمع ملئ بكافة طبقات المجتمع الواحد والتقلبات الاجتماعية لهو من سنن التغيير التي سنها الله في الأرض.

آه وألف آه، يؤلمني رأسي كثيرًا حتى أشعر أنه سوف ينفجر من كم الضغوطات النفسية التي تثقل كاهلي وليس أنا وحدي كما أنه لم تعد مقتصرة على الفقراء فقط أو المرضي النفسيين فقط، بل أصبحت سهلة الوصول لأي شخص سواء ميسور الحال أو متعسر، شاب أو فتاة أو حتى الأطفال.

كيف أصبحنا هكذا؟ انظر إلى الكرة التى في يدك وقم بتدويرها بسرعة وانظر لها طويلًا وهى تدور سوف تشعر بدوار يصيبك معها، نعم إجابة هذا السؤال هنا، لقد أصابنا الدوار من إيقاع الحياة السريع وتطور التكنولوجيا المغري التي أصبحت تملأ هواءنا بكثير من الأشعة الضارة التى تدمر البشر لكن لا غنى عنها أيضا.

ناهيك عن التفكير الزائد في كل موقف أكون طرفًا فيه سواء فزت وكنت سيد الموقف أو صمتت صمتًا مطبقًا، هناك الكثير من النجاح الزائف تشعر به عند هروبك من تلك المواقف المرعبة ولكن تبقى التفاصيل المرهقة هى أكثر شيء ينغص علي حياتي.

في لحظات تشعر وكأن الجميع قد اجتمع عليك ليقتلوك لكنك تتناسى كل ذلك عند أية لفظة حسنة ينطق بها أحدهم لك كنوع من جبر الخواطر خاصة إذا كانت قد صدرت من فم من تحب في الوقت الذي تحب.

تناسوا، تراحموا، ارفعوا أنوفكم عن تفاصيل الأخرين، لا تفكروا كيف يعيشون أو يموتون ، إنه من الجيد أن نعرف لكن لا يحق لك أن تُصدر أحكامًا جائرة بوجهة نظر واحدة فقط.

آه، أشعر بالغثيان، سوف أنهى المقال عند هذا الحد، أيضًا من قصص النجاح الزائف أنك تتهرب من أية تفاصيل بالنوم، ولكن لا تفرح كثيرًا قد يأتيك مايرهقك أثناء نومك، لا تنسى أن عقلك الباطن يعمل جيدًا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!