في الجزئين الأول والثاني من فيلم الفيل الأزرق .. إستطاع (يحيي) كشف الغموض في قضية (شريف الكردي) و (فريده عبيد) عن طريق إبتلاع حبوب الفيل الأزرق والتي بدورها تنقله الي عالم أخر يستطيع من خلاله معرفة القصة الحقيقة وراء هذا الجن المتلبس للشخصية التي يعالجها.
حقيقة أنا لا أعلم ما العلاقة ببن حبوب الهلوسة – أيا كان المسمي – وعالم الجن لتساعده علي حل تلك القضايا .. ولكن إبداع (احمد مراد) في إقتباس قصص حقيقة ليبني عليها عملين فنيين بتلك الضخامة كان له قوة خاصة علي أحداث الفيلم .. كما أن إستخدامه لعلم الحروف في كل من الجزئين أعطي للفيلم جاذبيه خاصة لدي المشاهد لنجده في الجزء الأول يستطيع صرف الجن عن طريق الأرقام الموجوده علي القميص والتي تعبر عن إسم الله الحامي .. وفي الجزء الثاني يستطع صرفه عن طريق عكس الكلمه التي رأها في احلامة لتصبح “كلام يحمي شرع نجلا” “مالك يمحي عرش الجن”.
في الجزء الأول من الفيلم إعتمد (أحمد مراد) علي قصة الملك (سليمان الأول) الذي كان يحكم الدولة الصفوية في الألفية السادسة، وقد كان سكيراً شهوانياً، فضاعت الدولة الصفوية في عهده .. حينها لجأ الي السحرة والمشعوذين والذين برر أحدهم ما يحدث له بأنه نذير شؤم لأن السنة التى أمسك فيها بالحكم كانت الأجرام السماوية فى حالة تقاطع وتنبأ له بالموت القريب .. لذلك قام الملك بتغير السنة التى تم تنصيبه فيها لينتهى النحس من حياته ولم يكن امامه إلا مشكلة الموت القريب ليحلها.
وفى أحد الأيام أخبرة أحد السحرة أنه لديه حل ليخرجه من ذلك المأذق مقابل كمية كبيرة جداً من الذهب .. وبالفعل أعطاه قميص عليه حروف وأرقام مكتوبة بشكل معين لتلازمه طوال فترة حكمه من عام ١٦٦٧ حتي عام ١٦٩٤ الي أن قام الساحر ببيع سر القميص لأحد الناقمين علي الملك .. وظل يتمتم بكلمات غريبة طوال الليل ولما دخلوا عليه وجدوه ميتاً وعلي وجهه أقصي علامات الرعب.
أما الجزء الثاني من الفيلم فقد إعتمد فيه علي (الغجر) المعروف عنهم بحب الترحال والموسيقي والرقص وإستخدامهم للسحر وكثرة العرافين دامجاً معه أسطورة (عفريت المراية).
الشئ المشترك بين الجزئين بالإضافة لحبوب الفيل الأزرق هو الجن نفسه .. لذلك فقد الفيلم واقعيته .. فكيف يكون الجن النكاح هو نفسه عفريت المراية .. وإذا إفترضنا أنه يتنقل عبر الأجساد علي مر الزمن والعصور من خلال المراية .. فلماذا ظهر في الجزء الأول عن طريق وشم.
