مقالات

رؤية الأساطير الإغريقية للنرجسية

✍️ ميسون ماجد أحمد

سطح النهر كالمرآة، أحلام عُشاق عليه، عينان فُتن بهما، وجه كان منفى أمينياس، ونهاية كبرياء إيكو، هكذا كان نركسوس مُتجمدًا أمام انعكاس وجهه في النهر ومتأملًا جماله حبًا واندهاشًا في الميثولوجيا الإغريقية.

دعنا نتحدث عن من هو نركسوس:نركسوس في الأساطير الإغريقية كان صيادًا وولد في النهر بعدما تزوج إله النهر -كيفيسيا- الحورية ليريوبي، وبشدة جمال نركسوس وِقع في حبه كل من نظر إليه حتى الآلهة وقعت في حبه، وبقدر جمال وسحر نركسوس كان مغرورًا وكان يرفض كل من يعجب به، ومن هنا أتت أسطورته التي بها أتت حِكم النرجسية وحب الذات في البشر.

وقصته بدأت بسبب ليلة، الليلة التي جرحت قلب الحورية إيكو، وهي حورية كان تشد نظر الأعين أيضًا بسبب شدة جمالها، حينها كانت إيكو عيناها تراقبه وتائهة في حبه بينما كان هو تائهًا في الغابة، وقفت أمامه وهي تمد يديها له ليحتضنها ولكنه رفض وأبعد وجهه عنها، وبسبب لعنة هيرا لها بتكرار الكلمات الأخيرة فقط مما يُقال لها، كان الحديث “لا أريدك” لترد إيكو “أريدك” وينظر لها نركسوس قائلًا: “أموت قبل ان اشتاق إلى أحضانك” وترد إيكو “اشتاق إلى أحضانك”.

دعت الحورية إيكو أفروديت -إله الحب والجمال- ولم تتساهل أفروديت في عقاب نركسوس، فأوقعت بنركسوس في حب انعكاسه في الماء وهو محدقًا إلى ما لا نهاية بها ومفتون بصورته، استلقى نركسوس ليموت وحزنت الحوريات وغطوه بشعرهم، وظهر مكان موته زهرة النرجس.

هكذا انتهى الحال مع نركسوس، واتضح كيف نظرت الآلهة لنرجسية نركسوس وعاقبته.

وكانت إيكو نظرت إليه وهي مبتعدة ومنعزلة إلى المناطق الجبلية وما زالت هناك حتى الآن بصوتها. وأخيرًا، تذكر في النهاية لا تتأمل في انعكاس صورتك لدرجة تفقد نفسك فيها.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!