ابداعات

وما نحن إلا ما نخفيه

✍️ هاجر متولي

طالما كان حزني مترف، كان يأتي إليّ كنسيم الشتاء، ولكني أشرع له الأبواب لعله يهدأ، فاستوطن الحزن في قلب رقيق شفاف، ومع الأيام انخفضت مناعة مقاومته في فتح أقفال السعادة.

ولكني لم أشعر بهذا إلا في تلك الأيام، وكأن الحزن شاب بداخلي وأصبحت لا أنساه، وكأن قلبي اعتاد على الألم ونسي كل مصادر السعادة، ولكني حتى الآن أشعر بأن قلبي مُعافى رغم كل هذا الخذلان.

علمتني الأيام كيف يحول الخذلان الإنسان، يحوله من طاقة نور وكومة من الوقار والحكمة، إلى شخص يفقد الشعور بالحياة، أعرف كيف لكلمة تتخلل قلب إنسان أن تنفيه أو تحييه، ولكن ما من شيء يجعلك حكيم ومقيم جيد للأشياء كالخذلان.

الأشياء التي كنت تنكر وجودها في قلبك، أصبحت تملأ جسدك وتعلمك التكيف مع الأشياء، وكل ما حاولت إخفاءه مرارًا تبدو معالمه حتى في ابتسامتك، فما نحن إلا ما نخفيه.

ولكي نحاول تغيير هذا الشعور بداخلنا، ترانا نبحث عن الاطمئنان، كل ما يجعل قلوبنا تهدأ، حتى لو كان اطمئنانًا مزيفًا، ولكن شعورنا بالاطمئنان تجاه بعض الأشياء والأشخاص كافٍ بأن يُطمئن قلوبنا؟

حرب طاحنة تخوضها داخل نفسك، تجعلك تعي أن أكثر ما تحتاجه هو الاطمئنان، ولكي ننجو من هذا الشعور علينا أن نتقبل كل ألوان الحياة، فبعض اللحظات تشعرنا بنعيم الحياة، وبعضها توقف قلوبنا عن النبض، فنحتاج حينها إلى نبضة حياة.

تلك التي تتمهل دائمًا في مجيئها، ولكنها وحدها ما تعيد لنا الإتزان، ويظل بحثنا دائم عن كل ما به حياة، حتى لا تتوقف قلوبنا عن الحياة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *