مقالات

حب أم سيطرة

✍️ شيماء عبد المجيد

كثيرًا ما تتباين المشاعر داخل العلاقات التي نعيشها على اختلاف أنواعها( أبوة، أمومة، صداقة، أو علاقات عاطفية) مابين مشاعر حب، قلق، غيرة، أو سيطرة.

يختلط علينا الأمر كثيرًا ما بين الحب الحقيقي والسيطرة وشتان ما بينهما، وهل مشاعرنا تجاه الآخر هي محبة وانتماء أم طاعة عمياء واستسلام؟

ويظن طرفي العلاقة والذي يكون أحدهم المسيطر والآخر المستسلم المطيع؛ أن ما يجمعهم هي علاقة حب وأن الطرف (المسيطر) يحمل لنا مشاعر الحب ويرى ما لا نرى ولذلك فنحن مدينين له بالولاء والطاعة.

ويكمن الفرق بين السيطرة والحب في عدة نقاط منها أن:

– الحب الحقيقي يترك مساحة للحرية والخصوصية يتحرك فيها الآخر، بينما في حالة السيطرة تتلاشى هذه المساحة تمامًا ويعبر عنها زيفًا (إننا شخص واحد).

– الحب الحقيقي يحتوي على النصح والإرشاد ومحاولة لتقديم المعونة، أما السيطرة فبها رغبة شديدة لفرض الرأي والأوامر والغضب الشديد في حال عدم التنفيذ.

– يترك الحب الحقيقي شريك العلاقة ينمو وينضج، و يسمح له بخوض التجارب، ينتاب الشخص الذي يميل للسيطرة القلق لأي محاولة للنمو والنضج من الشريك ويعتبرها تهديد بالبعد وتهديد لشخصه وكيانه.

– يسمح المحب الحقيقي للشريك أن يكون له شخصيته المستقلة وأن يختلف معه في الرأي، أما الشخصية المسيطرة فتعتبر اختلاف الرأي مسألة عداء شخصي لها لا تسمح به، وكذلك أي محاولة من الشريك أن يكون نفسه.

علاقة السيطرة من العلاقات المؤذية التي تسجن الطرف الآخر بها تحت مسمى كاذب وادعاء بالحب! تمنعه أن ينضج وينمو تقيده وتمنعه من الحركة إلا بها وحولها ومن خلالها.وقد تكون العلاقة علاقة اعتمادية متبادلة فكل منهم لايستطيع الاستغناء عن الآخر فالطرف المستسلم لا يريد النضج والنمو يحتاج دائمًا من يأخذ بيده، والمسيطر دائم الرغبة في السيطرة.

وسواء كانت العلاقة هي اعتمادية متبادلة أو رغبة للسيطرة من طرف واحد فهي علاقة غير صحية يجب التخلص منها فسارع بالفكاك من ذلك القيد الذي سوف يدميك.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!