ابداعات

تشبه القمر

✍️ عبد الله الحداوي

عندما رأيتكِ آمنتُ بمقولة أنكِ كالقمر، ما أجملك، لديكِ من الحسن ما يخطف قلوب الناظرين وما أنا إلا واحد من الذين شدهم جمال روحكِ قبل كل شيء، يا ذات وجه الوردة دمشقية الجمال، يا ذات عين البن.

في حياتنا أشخاص قد لا نصل إليهم مهما قرعنا أبواب قلوبهم بأرواحنا، ربما النصيب ربما الأيام ربما البعد الجغرافي ربما سوء الفهم، وتنافر الفكر وربما الماديات وغيرها، جميعها محض أسباب والنهاية أننا لا نصل إليهم، إلا أنه دائمًا من بين ظلمات أفكاري يتسلل إلى خاطري بصيص أمل بعيد، قصة من التراث التركي القديم “أصلي وكرم”.

جُمعت شتات حكاياتهم ولم يعرف بعد باختلاف رواة القصة من منهما رمى الآخر بسهم العشق فأصابه فتتيم به، يقال أنها أصلي وآخرون قالوا أنه كرم.

سمعنا على لسان الجدات أن أصلي من فرط عشقها جعلت ضفائر شعرها الذي يشبه ليل مدينة لا يعرف نهارها من شدة سواده فداء لكرم فباعتها حتى استاطعت السفر إليه، ويقال أن كرم علم مصيره إذا ما أفصح عن عشقه لـ أصلي، فأفصح وأحرقت روحه حرفيًا ورموا رماده في طريقها قبل أن تصل ثم ماذا؟

ثم بقى لقائهم للمحشر، هناك حيث يلتقي المحب بمن أحب دون خوف وقلق، دون فراق أبدي مفاجئ.

لأ أقول أنك أصلي لكنني قد أكون كرم، ثم أعود لأخبرك أنك كالقمر مهما أحببناه ونسجنا من أرواحنا قصائد العشق فيه لن نصل إليه.

“كم هو جميل ذاك القمر، جميل ولكنه بعيد…مثلكِ تمامًا”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!