نقد سينمائي

على مدار 62 عامًا «أنا حرة» يغير نظرة المجتمع للمرأة

✍️ جهاد فرج

«أنا حرة» رواية فتحت أبواب الحرية للمرأة ولو قليلاً، فقدمت صورة لفتاة ذكية قوية الشخصية متمردة على نظرة المجتمع للمرأة، تجسد شخصيتها «لبنى عبد العزيز» التي تكافح من أجل الحصول على حريتها المسلوبة بالتعليم والعمل.

وسرعان ما تصل إلى ما تريد وتكتشف حينها أن هناك معنى أعمق للحرية عما كانت تعتقد وينتهي بها المطاف إلى أنها وهبت نفسها لرجل أحبته في النهاية.

وهو “عباس” الصحفي المناضل الثوري الذي أدى دوره شكري سرحان فأحبته أمينة إذ وصل بها الأمر إلى التضحية بعملها الذي أخذت تدرك أنه يعوق حريتها في الوقوف إلى جانب حبيبها في النضال من أجل حرية الوطن.

«أنا حرة قصتك وقصتي، محدش في مصر هيقدر يعمل الدور ده زيك» بهذه الكلمات كان يشجع إحسان عبدالقدوس لبنى عبدالعزيز على قبول دور أمينة والتي ظلت تفكر بها حتى جسدت لنا شخصية أمينة التي كان يعلم إحسان بحكم الجيرة، أن حياه لبنى عبد العزيز في مرحلة المراهقة تشبه حياة أمينة بطلة الفيلم.

فمثلًا عندما حاولت عائلتها إلحاقها بكلية الآداب جامعة القاهرة، رفضت وأصرت على الالتحاق بالجامعة الأمريكية، رغم أنها لم تكن معتمدة بعد، وأنها كانت تؤمن بالكفاح في سبيل الوصول إلى ما تريده ، دون أن تتجاوز تعاليم الدين أو تقاليد المجتمع.

ولم تسجن نفسها داخل شخصية “سميحة” في الوسادة الخالية، ولم تخشى من ردود الأفعال لتُعلن أمام الجميع تجسيدها لشخصية أمينة في “أنا حرة” للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا حتى كانوا ينادونها باسم أمينة.

أدت لبنى عبد العزيز دور بالغ التأثير إذ عبرت بإنفعالات طبيعية مؤثرة لدى المشاهد بروعة عن رفضها أن تكون أسيرة لأية لمسة من لمسات التحكم في علاقتها بخطيبها، وتطور علاقتها مع شكري سرحان في إطار تطور علاقتها مع فكرة الحرية نفسها كان أمرًا بديعًا ومؤثرًا، ولعل الفيلم تمجيد لسيرة الحرية بأكملها لكل المجتمع وفى القلب منه المرأة.

أثار صدور رواية “أنا حرة” جدلًا واسعًا اضطر مؤلف القصة الأديب الصحفي إحسان عبد القدوس إلى اضافة فقرة في مقدمة الرواية يقول فيها: إني لا استطيع تغيير أي شيء في تسلسل الرواية لأنى لا أريد أن أشوه الحقيقة وهذه النوعية من القصص تصور حقيقة الانسان وأرجو من القارئ ألا يحكم على العمل قبل أن يفهمه لأنى أريد أن يصل القارئ معي إلى الفكرة وإلى الحقيقة التي يرسمها أبطال الرواية وبعد ذلك اقتنعوا أو لا تقتنعوا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!