
لعنة أصابت معظم الشباب والشابات، تُرى ما هذا الحال الذي وصلنا إليه وكأن ملك السحرة الأعظم ألقى علينا تعويذة ليس لها حل، تزداد اللعنة يومًا بعد يوم.
هل هذا ذَنبُنا؟ أم أنه قدر حل علينا؟ أم هو وباء مثله مثل غُبار الطلع تمامًا يتناثر عبر الهواء كما يتناثر بيننا جو الألم والحزن مع اعتلاء راية الكبرياء.
أصبحنا نهرول مسرعين ليلًا لتناول أقراص المهدئ من أجل النوم، وفي الصباح ينتظرنا المنشط لكي يساعدنا على إكمال ما ينتظرنا باقي اليوم.
أي حال تلك التي وصل شبَابُنا إليها، حال تصعب على الكافر، منكسرون، محطمون مخذولون، ولكن رغم ذلك يقاومون، يقاومون جميع ما مرَّ عليهم من زِحام الأمور، يقاومون جميع ما سوف يمر عليهم على مر العصور سيبقوا يقاومون.
وهل هناك طريق آخر للفرار من الواقع الغدار غير المقاومة، بالطبع لا.
أصبح وَضعُنا غريب جدًا، اجتماعيون، انطوائيون في ذات الوقت، مصطلح غير مفهوم، وقد يعتقده البعض أنه جنون، لكن أقسم برب العزة أنه بالفعل هذا الوضع المرهون.
نخالط الناس ونجلس معهم ولكن بفكر غير موزون، نعم نجلس معهم جسد بلا روح بلا عقل، مجرد جسد شارد شاحب الوجه يجلس معهم، بالطبع هم لم يلاحظو ذلك لأننا نخفيه في صدورنا، فنجلس معهم مُرتدين قناع الإبتسامة المزيفة مع روح الدُعابة وبعض الكلمات الجذابة، لِننهي اجتماعنا من دون شعور بالكآبة.
ولكن نعود للمنزل وحيدون ثانيةً، لا يد تُربت على كتفك، ولا شخص يسمع شكواك وأنين قلبك، ولا أحد يلاحظ انطفاء لمعة عينيك سِوى انعكاسك في مرآتك، فلذلك نحن اجتماعيون صباحًا، وانطوائيون مساءً.
هكذا أصبح حالنا، ولكن رغم ذلك نَحنُ جيل جبار بالرغم مامر علينا من حِصار، ومن مشاكل وأزمات، وحواجز، وانكسار مازلنا قادرين على البدء من جديد، مازلنا قادرين على رسم أحلام، وتنفيذ خطط، وتحقيق وعود، وتخطي الإنهزام، كم نحن جيل جبار جيل حديدي متراكم في قلبه الكثير من الدمار.