نقد سينمائي

إليسا تعتزل، فمن سيبقي؟!

أعربت الفنانة اللبنانية (إليسا) أن الألبوم القادم لها سيكون الأخير لها فى الساحة الفنية مبررة موقفها بأنها لا تستطيع التعامل مع وسط يشبه المافيا وسط حزن شديد من جمهورها الذي يترقب عدولها عن هذا القرار وزملائها فى العمل الذين وصفوها بأنها قامة فى هذا المجال ولا يجوز أن ترحل بهذا الشكل موضحين أن لكل مجال مشاكله ومواضيعه المختلفة.

لم يخطئ كل من قال أن (إليسا) قامة فنية من الصعب التخلي عنها، والكثير ومن ضمنهم أنا نقتنع بهذا الشئ وليس هناك جدلاً عليه، ولكن إذا قام كل فنان بإعتزال الساحة الفنية لأنها تشبه المافيا فلن يتبقي لنا إلا المهرجانات لنستمع إليها دون أي رقابة على الكلمات او ذوق رفيع أو الحان ذات مغذي .. سينحدر الفن لمستوي أخر لا يرغب به الكثير على الأقل فى الشوارع والطرقات.

(إليسا) دون أن تقصد شدت زناد القنبلة التى على وشك أن تنفجر فى حيينا .. نحن أمام مستوي أخر من الفن الهابط ينتظر دخوله على الساحة الفنية والسيطرة عليها بنفس الطريقة التى اندثرت بيها أغاني (أم كلثوم) و(نجاة الصغيرة) و(عبد الحليم حافظ) وفى تلك النوعية من الأغاني حدث ولا حرج.

حينها أنتَ وأنا سنكون من ضمن مستمعين كثيرين سوف يكون عليهم البحث عن الأغاني التى بها كلمات رنانة ولها مضمون ومعني فعال فى وسط غابة من الأغاني التى تصف خيانة الأصدقاء وغدر الأحباء وسب المنافسين في محاولة من كل منهم لإثبات أنه الأفضل بينهم والإشادة بأسماء نحن لا نعلم عنها أي شئ سوي أنها تم تحيتها فى الأغنية .. أي فن هذا الذي يقال فيه “العيون كلها بصاصة .. خلق عايزة فى عينها رصاصة”.

رحم الله زمناً كنا نقول عليه “زمن الفن الجميل”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!