في كل مرة كنت أشتاق وأمسك هاتفي لأراسلك كنت أجفل، كنت أخجل من كبريائي الذي يردعني عنك كلما قتلني الشوق، فكم عاتبت وكم توددت وكم تغاضيت وكم فعلت ما لاتقبل امرأه أن تفعله.
أعطيتك أكثر مما تستحق وأكثر مما أستطيع، ولم تعطني القليل مما تطاله يداك، بت أشك في حبك الذي تدعيه هذا، وأتذكر إجابتك التي لم تغيرها يومًا “استفتِ قلبك” كنت تَضُن عليَّ ببضع كلمات تضفي على قلبي الطمأنينة علني أجد فيها ما بحثت عنه دومًا، ولطالما استفتيته ولطالما كان لصمتي الجواب، قلبي ينبئني أنك لن تتركني حتى تشوه كل أعماقي، وأن رغبتي المستميتة في إبقائك لن تجدي معك بقاءً حتى لو قُتلت شوقًا.
“أأزيدك من الشعر بيتًا”، أنبأني قلبي بأنانيتك المفرطة، وحرصك على الهروب دائما خشية التعلق، فطعنتني بالهجر كي تُشفى أنت.
خضت حربًا أنت لا تعلم عنها شيئًا وأنا أحاول نسيانك، لم أتمسك بحبك قط هو ما كان يلاحقني، دائمًا ما أفلت يدي به وهو الذي كان يأبى أن يتركني، فأي امرأة تلك التي تقبل برجل عيناه تنضح بالفقر للحب والرحمة.
لن أنسى تسولي الحب منك كما لو أني فرضت عليك نفسي فرضًا، وقيدتك بي وأنت زاهدًا فيَّ، كم خجلت من نفسي أن أعترف بضعف حولي وقوتي معك، جرحًا غائرًا في عمري وجودك به، حتى في بعدي عنك فرضت عليَّ الشقاء، بذاكرتي التي تعج بالحسرة والألم، غيابك مؤلم ووجودك أشد ألمًا، لم أجد الراحة معك أبدًا.
شقيت معك شقاءً لا يضاهيه شقاء، وفي أشد اللحظات احتياجًا لم أجدك، حتى ولو كنت قريبًا للحد الذي لا يفصل بيننا سوى سواد قلبك وحسب، كم تألمت وأنت لا تشعر وبكيت وأنت لا تسمع ورجوت وأنت لا تهتم، يدك لم تمتد لتمسح دموعي أبدًا، ذراعك لم تمتد لتسند ظهري المائل من حِملك أبدًا، جاهدت وحدي في علاقة لا يليق بها البقاء، ودائمًا ما كنت أُطالبك بأن تشعر فقط أن تشعر،وأنت تنفر وتتذمر وتهرب، سئمت أعلم
أنك سئمت؛ فكان غرورك يأبى ذلك الشعور بالتقصير والإهمال ولو أنك تعلم علم اليقين بأنك لم تفعل ما يجعلك خارج هذا الإطار يومًا، ليتني أستطيع أن أَبَثّك أكثر من ذلك، ليتني أستطيع أن أبوح بالليالي الحالكة السواد التي مرت بي -وأنت لا تعلم عنها شيئًا- جعلتني فقدت الكثير من ذاتي، فقدت قدرتي على الحب وقدرتي على الحياة، قدرتي على البقاء، حتى فقدت الإحساس بذاتي.
إذًا جد لي سببًا لأغفر، جد لي سببًا لأنسى، جد لي سببًا لأبقى.
