ابداعات

لماذا لا يبتسم العالم

✍️ حنين فتحي

العالم في عالم يسوده الظلام من جميع الثغرات، انتهت فيه ممرات النجاة قبل بدايتها، فأين يكون المأمن لصغير فقد أبويه مع اختلاف صور الفقد بينه وبين صغار آخرين؟! وأين السكينة والقسوة تُحيط عالمهم من جميع الأنحاء يتبعهم شعور الوحدة حتى وإن أحاطوهم سُكان العالم بأكمله.

وُلِدْنَا جميعًا فوجدنا من يُجاورنا، يرافقنا الطريق، يتتبع خطواتنا، وجدنا من يصحبنا إلى دُكان الحلوى، كان هناك من تُلامس كفوفهم رؤوسنا بكل حُب، لنا مَسكن نشعُر فيه بالانتماء نَمْلِك جُدران نحتمي خلفها من غُرباء بالخارج.

من فترة تصدرت يمنى دحروج، مؤسسة جروب الاحتضان في مصر، مُحرك البحث جوجل حيث أنه قامت أسرة بتسليم طفله بعد احتضانها ثلاث أعوام، وذلك الأمر حدث بعد أن رزقهم الله بمولود جديد، فأرادوا التخلص من تلك الصغيرة.

فقط هي عبارة عن قصة سننساها بعد دقائق معدودة من قراءتها، ولكن هذه الحكاية سترافق ذاكرة الصغيرة إلى مالا نهاية، بعدما كانت في سكون عادت إلى اضطراب، بعدما كانت نبضاتها هادئة مستكينة أصبحت في صراع من المؤكد حزينة على من أحبتهم وتركوها في وحده لأتعلم هل ستنتهي أم لا، أشد الأمور قسوة عندما تُنزع الرحمة من قلوب البشر.

وفي عالم موازي نجد أم أو أب يتخلون عن أطفالهم، يتركون صغارهم في منتصف العتمة، فكيف سيتجاوز هذا الصغير تلك المشاهد إن كان على وعي به، كيف سيتجاوز يد والده وهي تنسحب بعيد عنه، هانت قلوب هؤلاء الصغار على آباؤهم، تَحَمُّل المسؤولية لم يكن أمر بسيط ولكن لم يكن لأشخاص تجردت منها الإنسانية ونزعت الرحمة من قلوبهم

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!