مقالات

المرأة عماد المجتمع وليست جدرانه

بقلم/ منة الله أحمد

المرأة ركيزة أساسية وداعم مؤسس بالأسرة المصرية ولكنها ليست البناء بأكمله، يعترف الجميع بكونها حجر الأساس والجزء الأقوى، ولكن إن كان المأوى بلا جدران فلا جدوى منه.

تعامل الجميع مع المرأة على كونها المنظمة كاملة وليس جزءًا منها؛ لذا ما إن خرجت المرأة لسوق العمل حتى وجدت حشدًا من الانتقادات والتوصيات الآمرة لها كي تعود لمكانتها وسط أولادها، وتعمل على تربية نشأ سليم لا تشوبه بعض التدنيات الأخلاقية المنتشرة، ولكن هنا ستتضح لنا بعض علامات الاستفهام.
ما الجدوى من جيلٍ نشأ على تضحية مطلقة دون أدنى مشاركة؟

هل الأنانية المطلقة عامل بناء أم أنها أحد عوامل الهدم؟

ترعرعت أجيال عدة وسط عائلات عريقة قائمة على مبدأ أن الأم سيدة منزل لا تعمل، بل أنها تُكرس حياتها لخدمة أولادها وما كان النتاج من هذا سوى شعور بالاحتكار المطلق، فقد اعتبر الأولاد والدتهم جهاز آلي لا يملك حق الحياة سوى لتلبية مطالبهم وحاجاتهم، يقدرونها ويضعون لها نياشين التضحية، لكنهم لا يرونها إنسان له ما لهم، على سبيل المثال إن جاءت سيدة لا تعمل لمدة خمسون عاماً وقررت فجأة أن تبحث عن عمل هل سيحترم أولادها وزوجها هذا القرار كونها شخص ناضج مسؤول أم أنها ستلقى تعنيف جثيم؟

أثبتت الدراسات بأن 45 بالمئة من الشباب لا يحبذون تحمل المسؤولية، وأن النسبة تختلف على حسب أسلوب التربية وطبيعة النشأ، وأكد محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن هؤلاء يريدون أن يجدوا كل طلباتهم على طبق من ذهب دون بذل أدنى جهد، وعزا السبب إلى الاهتمام الأسري المفرط المتمثل في رفع المسؤولية عن كاهله منذ الصغر وأن هذه السلوكيات ليست وحدها بالطبع العامل المؤثر، بل هناك الظروف المجتمعية المحيطة به.

وأكدت الدراسات أن الشعور بالمشاركة يدعم النمو النفسي الصحيح ويؤهل الطفل؛ ليكن سويًا متخلصًا من مبدأ الأنا لمبدأ نحن، وهنا سأعود لموطن نقاش مهم وهو احترام الطفل لأمه التي تعمل لتتشارك مع والده عبء الحياة، فتنتقل المشاركة إليه بأن يتحمل مسؤولية ذاته حتى تعود والدته فيخبرها بما عجز عن تأديته لتفعله معه، فيتعلم شيئًا فشيء أن لكل فرد بأسرته حياة لابد وأن تُحترم، وأن لكل منهم مسؤولية لابد وأن تُؤدى، وأن لكل منهم دور بالأسرة لابد وأن يشارك به.

كما أن شعور الأولاد بالفخر تجاه قدوتهم الأولى( والدتهم) سيخلق عندهم الرغبة العارمة بالنجاح مثلها، وستكن عنوان حديثهم بين أصدقائهم وموضع فخر عظيم أمام كل من يمر بهم؛ لذا فالمرأة لها ما للجميع وحقها بأن تملك حياة كما للجميع، والخيار لها مادامت بعقلها، والمنزل لا يكتمل بحجر الأساس؛ لذا فالرجل مكانه بيته كما الأمر للمرأة.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!