خواطر

أن ينتصر قلبي

بقلم مروة حجاب

كل منا يريد أن ينتصر
ولكن ما هو الانتصار؟
اختلطت مفاهيم كل شيء حتى ما عدنا نفهم بعضنا! ويحنا! نتحدث بلسان عربي مبين، ولا يكاد يفقه أحدنا شيئًا مما يقوله الآخر!
قالت لي إحداهن الانتصار لدي أن أهزم غريمتي، وقالت أخرى أرى الانتصار في الاستحواذ على أكثر مما يحوز الآخرين، وقال أحدهم أن أنتصر لنفسي هو أن أقيم الحجة بالدليل والبرهان على صواب رأيي، وقال آخر الانتصار هو ألا يتمكن أحدهم من النيل مني، ثم ابتسم آخر قائلا -في خيلاء وكأنما ملك زمام الحكمة- بل الانتصار لغلبة الدين وإني منتصر!

أقف حائرة أتساءل عن سر شغف الإنسان في البحث الحثيث عن حرب مع شيء ما وشخص ما -ربما لا يعرفه- سعيًا وراء تتويج مزيف حين تكون له الغلبة!
ليس هذا فحسب، بل ويضع لهذا السعي المحموم -نحو أطماعه- هدفًا نبيلًا، كي لا يواجه حقيقة نفسه الأمارة بالسوء التي تلبس الحق بالباطل، وتخفي أطماعه -في لقب المنتصر- في رداء من القيم العُليا!

ألعن كل المعاني المستحدثة للانتصار حين أتذكر قول تميم البرغوثي:
بعض المعارك في خسرانها شرف… من عاد مهزومًا من مثلها انتصر
وأنا لا أريد لقدمي أن تطأ أرض المعارك، ولا أحب خوض الحروب، ولا أريد أحطم أحدًا كي أفوز بألقاب وأحظى بتصفيق العامة!

أستفتي قلبي فيُفتيني أن النصر أن يحتفظ بنقائه وإن تغير كل ما ومن حوله
لا أبالي بنصر المعارك فليس ذلك بانتصاري… إنما انتصاري أن ينتصر قلبي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!