مقالات

الهستيريا

الشيماء أحمد

أُسيء استخدام كلمة (هستيريا) لدى العامة فهم يُعرفونها بأنها مرادفة للجنون، في حين أنها: مرضٌ نفسيٌ محدود المعالم، وهو نوع من أنواع الأمراض العُصابية وليس الذُهانية، فهو مرض تظهر فيه الأعراض وكأن المريض يقصد تحقيق هدفًا ما بها، لكنه في حقيقة الأمر لا يدرك كيف تظهر هذه الأعراض في تلك الصورة؟

أعراض الهستيريا:

يشمل هذا المرض عدة أعراض تتعلق بالجانب العضوي والجانب العقلي، وسنسردها تفصيلًا إليك عزيزي القارئ:

أولًا: بالنسبة للأعراض العضوية تشتمل على:

أولًا: أعراض حركية: مثل الرعشة والتشنجات والتقلصات، والمشي بطريقة شاذة، وتسمى هذه جميعًا مظاهر حركية إيجابية، وهناك مظاهر حركية سلبية، كالشلل والبكم، وفي هذه الحالات تقل الحركة أو تنعدم.

ثانيًا: أعراض حسية: مثل زيادة الإحساس أو قلته أو فقده، وذلك كالعمى والصمم أو ضعف البصر أو زيادة حدتها.

ثالثًا: أعراض حشوية: مثل فقد الشهية أو الشره والإفراط في الشرب، والقيء وبعض النوبات.

رابعًا: أعراض أخرى: مثل التهاب الجلد الزائد، وهو مرض يتصف بأنّ المريض يُحدث في جلده بعض الخدوش دون وعي منه، ويحدث ذلك عادة أثناء النوم.

ثانيًا: بالنسبة للأعراض العقلية تشتمل على:

أولًا: فقدان الذاكرة: ويتمثل في أن المريض يشمل الماضي كله، وينسى الحوادث المؤلمة، والتي إذا ظهرت أمامه تحدث فجوة، تجعل صورته مشوهة أمام نفسه وأمام الآخرين.

ثانيًا: التجوال: يتمثل في ترك المريض بيته أو عمله، ويخرج على غير هُدى في رحلة أو تجوال سريع، ثم يعود ولا يذكر شيء عن هذه الرحلة.

ثالثًا: المشي أثناء النوم: يسير المريض أثناء نومه وغالبًا ما تحدث هذه الحالة في سن الطفولة، وتختلف عن التجوال؛ لأنها تحدث أثناء النوم ولفترة وجيزة، ويكون المريض على علاقة ضعيفة بما حوله.

رابعًا: مرض جانسر: يجيب فيه المريض على الأسئلة البسيطة بإجابات خاطئة أو تقريبية، كأن تسأله عن حاصل جمع ٣+٣ فيقول ٥ رغم أن ذكائه ومؤهلاته وتعليماته يؤهلونه للإجابات الصحيحة.

خامسًا: العته الكاذب: يتصرف المريض كأنه معتوه ذهب عقله، فمثلًا لا يتذكر إلا قليلًا، ولا يستطيع التعرف على المكان بسهولة، لا يعلم التواريخ الأساسية، ويلتزم المريض بإجابة واحدة على كل الأسئلة التي تلقاها.

علاج مرض الهستيريا: يشتمل على ثلاثة أنواع للعلاج تتمثل في:

أولًا: العلاج النفسي.

أهم أنواع العلاج في هذا المرض، وينبغي أن ندرك أن الإيحاء فحسب، قد يزيل هذا العَرَض ولكنه لا يغير طريقة التفاعل لصعوبات الحياة، ولذلك يلزم أن يكون العلاج أعمق وأبعد هدفًا، أي أنه ينبغي أن يهدف إلى تطوير الشخصية حتى يقلل من صعوبات الحياة، بمنطق الواقع لا بالهرب منه، باستخدام وسائل مختلفة ومنها العلاج السلوكي.

ثانيًا: العلاج الاجتماعي.

يتجه إلى تعديل جو البيئة بما فيها من أخطاء، أو ما يفرضه المجتمع من ضغوطات، وبذلك يتمكن المريض من التغلب على العقبات بطريقة أقرب للواقع.

ثالثًا: العلاج العضوي.
باستخدام العقاقير، لإزالة الأعراض المصاحبة مثل: الإمتناع عن الأكل، فقد الوزن، القيء… إلخ.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!