خواطر

ما عاد بيننا شيء

كتبت: هاجر عبد السلام

صوت أم كلثوم تشدو «تسوى إيه الدنيا وأنت مش معايا»
أجلس هنا بنفس المكان الذي شهد حبي لك، أول نظرة إلى عينيك، وفرحة اللقاء الأول في عيني.
أتذكر أننا هنا نتبادل الحديث، وهنا أمسكت يدي ووضعت كفي بين كفيّك قائلًا: “سيزول كل القلق؛ أنا معك” لن أنكر أنني حينها شعرت أن كل الثقل الذي أحمله صار خفيفًا وتجاوزت كل شيء -فقط- لأنك معي.

تبدو الدروب حزينة حين أمضي بها دون أن أعانق يديك، وأخبئ تلك الرغبة في التحديق بعينيك، حزينة كل الدروب أنني أسير وحدي بها، وأنت لم تخبرني ماذا أفعل بالألم الذي يصيبني منك! وجدت اسمك منقوشًا على أحد الجدران هنا لو علمت أنك سترحل لكنت بترت أصابعي قبل أن أفعل ذلك.

أنا التي سكبت دموعي بين الطرقات حين وجدت غيابك مُطلًا على شرفتي، وحزنت عليك حتى سكن الحزن جوفي، وتاهت روحي بين ذكراك، تحتم علينا أن تكون النهاية قاسية، فلم يكن أمامي سوى أن أنزعك من داخلي بأشد قسوة مما فعلت أنت، تخيل أن اسمك الذي كان يجعل قلبي ينتفض من موضعه، يُذكر أمامي -الآن- كأنه عابرٌ لا أعرفه وكأنك لم تكن لي شيئًا.

اليوم أكتب لك؛ ليس لأنني قد اشتقت إليك، بل لأنني حزينة على حالنا بعد أن انقطع بيننا كل شيء وسقطت من قلبي كل ذكرى لك، أعلم أنك ستعود إليَّ مرارًا، تتذكر أيامنا التي كانت بيتًا لك، تتذكر قلبي الذي ضمّك ليالٍ طويلة، وتذكر اسمي الذي سيظل جرحًا مفتوحًا بين أضلعك، ستندم عليّ مرارًا، وتبحث عني بين الجدران، وخلف الشوارع، وفي الطرقات، ستود لو تجدني بين الكتب أو داخل لحن تشاركناه معًا، ستموت قهرًا على خسارتي ولن تجدني.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!