في كثير من الأحيان نرغب في فعل شيء ما ولكنه يؤجل، ورغم كل محاولاتنا لكي نناله، لا يكتبه الله لنا، وتظل رغبتنا فيه تشتد رغم بعده عنا، وكأنها تبتعد بقدر حاجتنا لها، وغيرها يقترب بقدر زهدنا فيها، فلما؟ وحينها نجد أن نظرتنا تؤرقنا، فنرى أننا على صواب، وأن الخير فيما نرى، ولا نعلم أتعلقنا بها هو ما جعلها تستحوذ علينا، أم أنه شيء آخر… فالتعلق مرض يشعرنا بالعجز، ويفقدنا لذة الحياة ما دمنا لا نستطيع تملك ما نود ونرغب.
ومما يجعل الصورة تتشوه لدينا، أننا نرى البعض منا يسير في طريقٍ آخر، طريقٌ وجد فيه راحته وسلم له تسليمًا أعمى… نجده يهوى الانجراف خلف القطيع تحت مبدأ الجميع يفعل ذلك، ولا يدرك أن بفعله هذا يسلب منه خصاله كإنسان ميزه الله بالعقل.
السلوك شيء صغير، ولكنه يحدث تغييرًا كبيرًا في خصالك التي تعتبر جزءًا منك، اكتشف هوايتك، وابحث عن مداخل لما يشغلك لعلك تجد ما يجعلك تقترب منه، واجعل في حياتك حفرة صغيرة تدفن فيها أخطائك، واحرص ألا تتسع فجوة حفرتك مع الأيام، ولا تنسى أن كل مشكلة ستقوم بحلها ستتحول إلى قاعدة تستخدمها في حل مشاكل آخرى مع الأيام.
ولتعلم أن النجاح يأتي من القرارات الصحيحة، والقرارات الصحيحة تأتي من الخبرة، والخبرة تأتي من التجارب الخاطئة، لذلِك لا تجعل خطأً واحدًا نهايةً لأي شيءٍ، بل اجعله بدايةً للنجاح.
ولا تقبل أن تعش نصف حياة، لا تختر نصف حل، ولا تقبل نصف صداقة، ولا نصف علاقة، ولا تقف في منتصف الأمور، النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز، فكل يوم هو فرصة جديدة لتكون النسخة الأفضل من نفسك.
ولا تنشغل بالمقارنة، جدد ذاتك وألقِ بما لا يناسبك في مكان لا تستطيع الوصول له مرة أخرى، فالمشغول بالمقارنة محروم من السكينة، ولتعلم أن ما فاتك لم يُخلق لك، ولو خُلق لك لم يفوتك.
فالشَخصُ الصَحيح هو ما يبدأ برفض العلاقات السامة مِن حوله، ويحاول الاقتراب بقدر الإمكان من تفاصيلِ يومه المعتاد، لذا يكون بحاجة للانعزال لترتيب ذلك، فالزحام يفسد الأشياء، ولتجعل في حياتك جزء من الخصوصية لك، الخصوصية قوة لا يعلم أهميتها الكثير، فالبشر لا يستطيعون تدمير ما لا يعرفون، فأنت سيد ما تخفيه، وأسير ما تُفشيه.
ابحث عن إيمانك إذا كنت قلقًا، وحينما تجد إيمانك ستجد ذاتك، ولا تتحدث كثيرًا عما تود أن تفعل، اجعل فعلك يُرى لكل من حولك، واجعل به بصمتك التي لم تكن إلا لك.
