خواطر

دَرجة مفقودة

بقلم: نورين الشيخ

ذات يوم قررت أن أكتب ما يمر بي يوميًا فذاكرتي لم تعد تصلح للاستخدام بعد الآن، سأعتمد على بعض الوريقات لأنثر فيها يومي ما عاد لدي مَن يؤنس وحدتي وأخبره بألواني المسكوبة أو فراشتي الهاربة.

اليوم وقفت أمام حائط نُصب بيني وبين حلمي منذ الطفولة، اليوم هُدم البناء الذي بنيته حجرًا حجرًا أمام عيني، لا أحتمل كون أن ما فعلته لأعوامٍ ضاع هباءً منثورًا وما له من سبيل آخر.

سقطت وانهارت قدماي لن أستطع فعل أي شيء بعد الآن فأنا قد صرت لا شيء لقد ضللت الطريق!

مرت شهورٌ كثيرة وأنا لازلت في القاع لا قدرة لي على النهوض من جديد، لا أرى حولي سوى عالمٍ ملطخ باللون الأسود فقد فشلتُ فشلًا ذريعًا ولن أنجح في فعل أي شيء آخر.

أنا لا أحب سوى حلمي المُحطم لكن كيف يمكن إصلاح ما كُسر، هذا ليس عدلًا أبدًا.

صرت أهيم على وجهي في الأزقة والشوارع لعلي أجد بائسًا مثلي يجلس معي على قارعة الطريق نندب حظنا ونسب الدهر لكنه ولحظي التَعِس لم أجد أيضًا.

لم أجدني سوى بمفردي في هذا الكون الشاسع تتضاربني الموجات فأسقط ولا تتشبث يدي بشخص أو حتى شيء يبقيني حية.

وجدت أني في غاية الضعف وأني أغرق في حزني يومًا بعد يوم حتى ينتهي أمري على هذا الحال السيء، قررت حينها أن أفيق من غفلتي وأنهض من هذا البئر الذي رميت نفسي فيه وماذا في ذلك أخسرت حلمًا؟! فلأصنع مدينة تضج بالأحلام.

سأسير في طريقٍ جديد وأسقط فيه مجددًا وحينها لن أتحسر ولن أقع في ذات الأمر مرتين سأنهض وأكمله دون توقف حتى أصل أو ألقىٰ حتفي دون بلوغه فأكون راضيةً عن نفسي، لن أتوقف عن السعي بعد الآن سأصنع أحلامي الجديدة فهذا القاع لا يلائمني.

من يومها ولا أحد يراني منكسةَ الرأس يائسةً، لم أعد بتلك الهشاشة ولا ذاك الضعف السابق، حالي الآن أفضل كثيرًا وأحلامي أحققها بكل ما أوتيت من قوة.


أدركت الآن أني لم أفقد حينها حلمًا، لم أفقد سوى دَرجة واحدة من السلم وقد قررت أن أقفزها لا أن أسقط، تلك المحنة التي كنت فيها صنعت مني إنسانًا قويًا لا يتسرب إليه اليأس، صنعت مني نسخةً تقوى على التحمل والابتسام في وجه الرياح العاصفة، أنا الآن أفضل بسبب ذلك.

كتبتُ في نهاية المذكرة:
لا أحد يفشل في هذه الحياة، لا يفشل سوى مَن يريد الفشل مَن يجلس في منتصف الطريق متعللًا ألا طريق يُسلك.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!