ابداعات

صديقي المبتئس

آية محمد نصر

صديقي المُبتئس…
كعادتي أُرسل لكَ تحياتي التي لا تزال تتجاهلها، أكتبُ لأطمن عليكَ، لقد أعتدتُ انقطاع رسائلك ولكن ليس بهذا القدر، بدأ الشك يجول بخاطري، هل حدث ومللت مني؟، أم وجدتَ من هو أحق برسائلكَ مني، هل تركت الكتابة، أم أنه هدوء ما قبل العاصفة وسوف تخرج للعالم بإحدى روايتكَ البديعة، هل انتحرتَ!

صديقي المُبتئس إني استبعد الاختيار الأخير، لقد تعاهدنا أن نترك العالم سويًا، حين أُقدم لكَ بدلتكَ السوداء في نفس لون جناحي الغراب وأعقد لك كرافتتكَ السوداء المُخططة بالأبيض والتي حِكتها بنفسي، الأسود يُشير لأيام عجاف عبرناها معًا، والأبيض تلك الأيام التي تنتظرنا عند رحيلنا، سأجعل شعري البُنى ينسدل وراء أُذني، وتحضر أنت قهوتنا الأخيرة، بينما أضع جهاز التسجيل على أغنية فيروز وأجلس معكَ على طاولتنا ونسكب السمُ في كأسنا، نتبادل الضحكات الأخيرة والهمسات، بينما قطرات المطر تدخل من النافذة المفتوحة على مصراعيها وتتراقص الستائر على حافتيها، لنترك هذا العالم سويًا.

صديقي المُبتئس، أرجو ألا تكون قد ذهبت بدوني، وإلا فإنكَ ستكسر ما لم يُكسر بفعل القدر…
صديقي المبتئس، عمتَ مساءً
لا تنسى الوعد بيننا، صديقي المبتئس في هذا العالم الحزين.

كيف حالك؟ أرجو أنه لم يفت الوقت! وأنك لازلت تستطيع قراءه هذا الخطاب!
أرسل لك أشد أمتناني وترحابي بك.

أما بعد، فإني أتأسف عن انقطاع رسائلي، ولكني أعلم أن طيبة قلبك ستغفر لي، لطالما كنت تفعل هذا.

صديقي المبتئس، في هذا العالم الحزين..
أنا لازلت في هذه الوحدة المُتصلة، ولم أعد أقدر عليها، ولكني عَلمتُ ما يمكن فعله للتخلص منها، لرُبما لن يكون الأمر سهلًا، لكني سأحاول، قد عَلمتُ أنني أفتقد الشيء الذي سيجعلني سعيدة، إنه الحُب، لقد لاحظتُ أني لم أُفسح مَجالًا للحُب في حياتي، أنشغلت بالوحدة ومحاولات الانتحار والحزن، ناسية أو متناسية معنى الحُب، لقد طرق باب قلبي، ولكني تجاهلته..

تجاهلته، لأني خشيته، رُبما لأني لا أُجيده، أو رُبما لأني أخاف من فشل المُحاولة، كان الحُب في مَفهومه بالنسبة لي مُبهم، وأنني لم أفهم معنى العَاشق المُتيم إلا مُنذ أن ألتقيتها وألفتها، واعتدت عليها، وحين اختفت عرفت حقًا أننى عاشقة مُتيمة بها.

صديقب المبتئس، في هذا العالَم الحزين..
أخذتُ قراري والآن سأعرض عليها الزواج، أتمنى أن تتقابلني وإن لم أكنّ بالشخص المثالي، فأنا لن أكتمل بدونها، أريدها شَريكة حياتي إلى مَماتي.

صديقي المبتئس، فى هذا العالم الحزين..
أتتزوجني؟ سأنتظر منك خطابًا وأرجو أنّ يكون بالمُوافقة، وإن لم يكن فأرجو ألا يَكن جارحًا ابدًا
طابت ليلتك.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!