كتبت: ندى عزت
ماذا إن كانت الأيادى التي تدفعنا إلى السقوط في الهاوية هي أكثر الأيادى أمانًا بالنسبة لنا؟
ماذا إن كُنا نتجرع السُم كل ليلة ونحن نظن أنه أطيب عسل بالعالم؟
وماذا لو كُنت أنت من يبيع السم لعائلتك ولا تدري؟
هل تعرف ما هو سوء معاملة الأبناء؟
دعني أتلو عليك تلك العبارات أولًا ” كنت دائما أتساءل كيف يبدو دفء العائلة!
كيف تبدو الحياة داخل أسرة حانية يملؤها الدفء والإحساس الدائم بالأمان!
كنت أظن دائما أن العائلة هي منبع الحنان والراحة، كنت دومًا اسمع تلك الشعارات بالمدرسة عن أهمية العائلة وأن الأهل دائمًا هم السند والدعم.
وأنهم درعك الحامي أمام صفعات الحياة المؤلمة، هم من يستحقون كل ذلك التقدير، هم القوقعة الخارجية التي تحميك من صدمات الحياة.
وكبرت داخل أسرة لا تعرف أي معنى من معاني الحب والدفء والأمان.
أسرة لا تعرف إلا الأوامر، والقسوة، أسرة تعلم جيدًا فنون الحرب والهدم والقتل بدم بارد..، تصل معهم إلى الموت بالبطئ، كأنك أسير حرب تقضي عقوبة لا تعلم ماهيتها ولا حتى تعلم أي ذنب اقترفت.
يصل عمرك إلي عمر الزهور ولكن تكتشف بإنك ترعرعت بمياه فاسدة، وتكتشف أن زهرة شبابك ماتت بالاكتئاب الحاد.
تكتشف بأنك ميت ولكن على قيد الحياة، والآن دعني أسألك أين نلتقط أنفاسنا إن كان مُتنفسنا الأول ملوث ومسموم”.
والآن دعنا نقف لحظات تأمل مع أنفسنا ودعني أسالك أولًا، ماذا إن كان بداخل بيتك طفلًا يشعر بأنه لا قيمة له؟ هل تعرف شعور أطفالك بصدق؟
تحدث إساءة معاملة الأطفال عندما يؤذي الوالدين مشاعر الطفل، أو جسده، وتستمر مشاعر الجرح، أو الصدمة العاطفية لفترة طويلة بعد أن يلتئم الجسد المصاب.
وقد يتسلط بعض الآباء على أبنائهم، فيرهبونهم ويؤذونهم ويقهرونهم، ويضطهدونهم بحجة أنهم آباء، والأبناء لا يملكون الحق في محاسبة آبائهم مهما فعلوا.
وتحدث الإساءة العاطفية، أو الإساءة النفسية عندما يحكم البالغون على طفل أو يهددون أو يحطون من شأن الأطفال أو المراهقين أو يرفضونهم ويحجبون الحب حتى يشعر الطفل بالسوء تجاه نفسه أو أنه لا قيمة له.
اترك لطفلك مساحة للتعبير، اعطيه فرصة للبوح بمشاعره، وتذكر بأنك درعهم الحامي أمام صفعات الحياة، لا تكن ضمن قائمة الصفعات.
