مقالات

تحرر صندوق العزلة

بقلم/ أحمد سعيد

الاكتفاء الذاتي هو حالة راقية من التصالح النفسي مع الذات بحيث يدمن الإنسان الجلوس مع ذاته لكي يعيد التفكير في كل تفاصيل حياته وصولا إلي البحث على ما وراء الأشياء فليس هناك أجمل من أن تنغمس في نفسك، نفسك التي لم ولن يصل أحد لداخلها، لأعماقها وهذا سيحدث بالإرادة والإصرار والثقة بالنفس، أي الاكتفاء الذاتي.

يجب على الإنسان الثقة بنفسه فهو يعيش حالة من التعاسة وعدم الأمان ويبتعد كل البعد عن الراحة النفسية في حال امتلاكه نظرة محدودة لذاته وإمكانياته فيرفع سقف توقعاته في الآخرين وينهار عند عدم تلبية احتياجاته من قبلهم فهو يعيش على مبدأ احتياجه إلى الآخرين.

إن الاكتفاء الذاتي يمكن أن يتحقق دون الانعزال عن العالم الخارجي أو الأشخاص المقربين عن طريق الثقة بنفسك والعثور عن شخص يكمل شخصيتك يمكن أن يتمثل في صديق أو حبيب أو زوج والإحساس معه بالأمان ومواجهة العالم الخارجي بكل سلبياته وعيوبه ويكفي أن نعيد إحياء تجاربنا الخاصة من دون الحاجة إلى تضخيمها أو تجميل السنوات الماضية كي ندرك أن الحب يمكن أن يؤدي فعلًا إلى الشعور بالاكتفاء التام، لكن يعني هذا المفهوم أيضًا أن حالة الاكتفاء تكون دائمة وغير عابرة، لكل شخص وضعه الخاص، لذا تختلف علاقات الحب التي تناسبه، أحيانًا، قد لا يناسبنا أي شكل من أشكال الحب، أو أننا قد نضطر في المقام الأول إلى فهم ذواتنا قبل التمكن من بلوغ الاكتفاء التام.

يضمن الحب الصادق، بغض النظر عن نوعه، لحظات من الاكتفاء التام، حتى لو كان الحب عابرًا أو دائمًا، هو يشكّل بكل وضوح قوة هادئة تقودنا نحو شعور السعادة، يتماشى الاكتفاء التام مع السلام الداخلي والهدوء، والسكينة، والثقة بالنفس، وبالآخر.

هذه هي ميزة الثنائيات المسنّة التي يسخر منها الشباب أحيانًا نظرًا إلى الحياة الرتيبة التي يعيشها هؤلاء الأزواج، لكن لا يجب الحكم على الوضع من الخارج، يرتكز الاكتفاء على مشاعر قوية وصلبة يمكن أن نتابع بناءها على مر السنين، لا تتعلق تلك القوة بالشباب لأنها لا تترسخ إلا مع مرور الوقت وهي تبقى صلبة على نحو مدهش.

أن مفاتيح سعادتك بين يديك فلا تسلّمها أحدًا آخر؛ لأنك عندها ستخسر أمانك وسعادتك وراحة بالك، عش غنيًا واعلم أنك مصنع الحب كله، اعط مجالًا لهذا المصنع كي يعمل فحسب، لا توقفه عن العمل منتظرًا مجيء فارس أحلامك حتى يدشنه؛ أنت لم تخلق للانتظار، بل خلقت للعطاء فكف عن انتظار الحب وقدمه إلى الجميع عوضًا عنها كيف أن الكون سينصرك في كل تجلياته لأنك قوي وغني وتستحق النصر.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!