مقالات

الجبل الأصم

كتبت/شيماء عبد المجيد

كان القمر يظهر وراء قمة الجبل ونسخ نوره النجوم الصغيرة؛ فأضاءت السماء وازداد بريقها
تطلعت إليها أتأمل جمالها كانت كلوحة فنية تم صنعها بعناية وحرفية دقيقة.

حدقت إليها بصري أناجي خالقها، تذكرت نبي الله موسى كليم الله كيف وقف في هذا الموقف يومًا وقد تجلى ربه للجبل فكاد قلبي أن ينخلع من بين أضلعي لهول الموقف العظيم، فها أنا ذا أقف أتطلع فقط لخلق من خلقه أستشعر القرب فيذوب قلبي وترتعد أوصالي لجمالٍ ونورٍ اخترقني.

تساؤلات عديدة راودتني كيف كان يتلقى موسى كلام الله دون حُجُب ما الذي كان يحدث لقلبه؟ ونحن عندما نقرأ فقط من كتاب الله أو نستمع إليه بأصواتنا البشرية تقشعر جلودنا ثم تلين وتطمئن قلوبنا لذكر الله.

أي شعور بالسكينة والسمو شعر به أم كان شعور جلال وهيبة؟ أم مزيجًا من السكينة والهيبة!
أفكر في ذلك وأنا تتسارع دقات قلبي لمحاولة استحضار مشهد متناهي في عظمته.

لم أستطع أن أعي نفس المشاعر لسموها فهي فوق إدراكنا كبشر، تذكرت كيف أن تجلي الله بجلاله على الجبل الأصم الذي لا شعور له جعله دكاء وهبط من خشية الله وأن نبي الله وكليمه لم يتحمل المشهد وخر صعقًا.

فما بال قوم موسى يخشع الجبل الأصم، وهم قد نُتِق الجبل فوقهم وكأن شيئًا لم يكن، وعادوا لطغيانهم وقالوا سمعنا وعصينا أمام معجزات تتجلى أمامهم ونور من الله قد آتاهم ليضيء قلوبهم فتناءوا عنه لتزداد قلوبهم إظلامًا وقسوة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!