مقالات

وقودك لتربيتهم

في وقودك لتربيتهم سأخذكم اليوم في جولة بداخل حدث إعجازي جميل، حيث يعيش شخصان بصفتهما زوج وزوجة، ولكن اليوم قد عادا إلى المنزل وهم ثلاثة أشخاص بصفتهم ،أم، أب، وابن!.

عادت الأم وهي تحمل بين كفتيها جزء من روحها، تساءلت في نفسها كيف لهذا الحمل الخفيف أن يبدو بهذا الثقل؟.

فبالرغم من كونه يزن ثلاثة كيلو غرامات، إلا أن حقيقة أنهم من سيعرفونه على هذه الحياة وسيشكلون نفسيته ونظرته إلى نفسه يجعله حملًا ثقيلًا للغاية.

فالسؤال الآن ما الذي سيعينك لكي تتحمل ذلك العبء في المستقبل حين تصبح مربي؟.

ذلك السؤال الذي حيرني أنا أيضًا أثناء دراستي وبحثي عن التربية.

من وجهه نظري الإجابة البسيطة لهذا السؤال هو ألا تراه كعبء، والسر في ذلك هو الحب.

أن تحب طفلك بحق وتحب دورك كمربٍ له، و تعشق حقيقة أنك أنت من ستشكل جزء كبير من شخصيته.

فإذا أحببت دورك كمربي فستكون امتلكت المحرك الطبيعي الذي سيقودك في طريق معرفتك وتعلمك لأساليب التربية الصحيحة، وقودك لتربيتهم.

فالحب هو من سيوجه رحلتك في الطريق الصحيح وسط كل الأخطاء التي قد تقع ووسط كمية المعلومات التي قد تجد نفسك تائهًا وسطها.

كما أنه القاعدة الأساسية التي ستبني عليها علاقة سوية مع طفلك، تُهذب سلوكه وتعلمه الحياة وأنت تحمل في قلبك حبًا له يجعل من السهل عليه خوض تجاربها.

فالحب والأمان هو الحاجة الأكثر طلبًا للإشباع بعد الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب في هرم ماسلو للحاجات، وهو وقودك لتربيتهم

ولكن هل يكفي فقط أن تحبه؟.

لا بل لابد أن تعبر عن حبك له بطريقة صحيحة، وتتعلم كيف يكون الحب حقًا.

ولنكن متفقين أن طريقة التعبير عن الحب في مجتمعنا تحمل الكثير من الأفكار الخاطئة.

أيضًا أصبح الحب المبرر لكثير من الأفعال التي لا تمت بصلة إليه، وخاصة حين يتعلق الحب بأطفالنا، فنجد الكثير من الآباء يبررون العنف والتحكم في حياة الأبناء وإجبارهم على فعل ما بأن ذلك كله حبًا لهم.

وقد يكون ذلك بسبب أنهم لا يعرفون ما هو الحب، أو لا يعرفون كيف يعبرون عن الحب.

فمن حبك له أن تتعلم كيف تربيه، وما هي الطرق والأساليب التي تساعدك في إنشاء شخصية سوية بدون إفراط ولا تفريط، أو بمعنى أدق بدون تدليل زائد أو إهمال وعنف.

تذكر جيدًا أنك حين تحب شخصًا ما؛ فإنك تحب منحه مشاعر إيجابية وتخاف عليه من الألم وليس العكس.

وقودك لتربيتهم
وقودك لتربيتهم

من أين يبدأ هذا الحب؟

في الحياة تعلمت شيئًا واحدًا هو أن الطريق لأي شيء في العالم لا يبدأ سوى من نفسك.

فإذا أردت أن تحب حقًا فعليك تَعلُم كيف تُحب نفسك أولًا.

خذ الحب معك في رحلتك وتعلم كيف يكون الحب حقًا وقبل كل ذلك تعلم كيف تحب نفسك أولًا.

وتذكر أنك إذا أحببت الرحلة فستعمل على انجاحها، أُنهي بإقتباس من كتاب استراحة نفسية لكريم إسماعيل “خلقنا بحب لنحيا بحب”.

بقلم: ولاء صلاح عبد الكريم

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!