بقلم: ندى هاني”توليب”
أصبحت السوشيال ميديا السرطان الذي أصاب المجتمع ودمر جيلًا كاملًا.
بالرغم من فائدتها الكبرى إلا أن المجتمع العربي تعامل معها بأسلوب خاطيء وبدل أن تفيده وتنفعه أضرته، فها هي أصبحت اليوم سببًا في العديد من المشاكل النفسية.
استطاعت هذه الشبكة العنكبوتية أن تدمر جيلًا كاملًا وتسيطر عليهم وعلى أفعالهم وتعوق تقدم أمم عديدة لانشغال أبنائها بما هو غير مفيد وتركه لما هو مُجدي ومفيد.
فقد شاهدنا انتحار شباب عديدة لتعرضهم لانهاك خصوصيتهم، أو التنمر أو الاكتئاب، كما استطاعت بكل براعة تفكك العديد من الأسر وتفرقتهم وجعل الأهل غُرباء عن أبنائهم؛ فكل شخص يجلس مشغول بهاتفه لا يفكر بما حوله.
كما أنها قللت من عملية التواصل المباشرة بين أفراد المجتمع مما أدى إلى فقدان مهارة التواصل المباشرة.
تعلقنا الزائد بهذه اللعنة أصبح سبب لهدم الكثير من صلات الرحم فقد بدأ الكثير يفضل الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن التجمع سويًا.
كما أنها قللت من قيمة المشاعر بين البشر فمشاعرنا أصبحت عبارة عن رموزٍ وصور وملصقات وأصبحنا حتى أننا نسينا كيف نعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة.
لم تؤثر السوشيال ميديا اجتماعيًا قط فقد أثرت صحيًا أيضًا، فقد أصيب الكثير بأمراض كالسمنة لاستخدامنا المفرط لها.
أثرت السوشيال ميديا على الفئات العمرية المختلفة كالشباب والأطفال والمراهقين.
فقد أدت إلى:
اضطرابات النوم : لاستخدام المفرط والمبالغ فيه للسوشيال ميديا يسبب الأرق، حيث أن بعض الدراسات أشارت إلى تأثر إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين باستخدام الهواتف.
الرهاب الاجتماعي: تعود الشاب على استخدام هذه الطرق للتواصل مع الآخرين تجعله يميل للعزلة والانطواء، ومع الوقت ينعزل عن واقعه المحيط ويعيش في واقع افتراضي من صنع السوشيال ميديا، مما يسبب الرهاب والاكتئاب.
تأثر الحياة الشخصية: حيث يمكن أن يتعرض البعض لمشكلات نتيجة التواصل مع الغرباء خاصة المراهقين والمراهقات، كما يتعرض البعض للسرقة في حالة القيام بعمليات البيع والشراء عبر هذه المنصات.
حقًا إن الشيء إذا ازداد عن حده انقلب ضده وها نحن ازداد حبنا وتعلقنا بالسوشيال ميديا وانقلبت ضددنا وأصابت معظمنا بالأمراض النفسية والبدنية.
