مقالات

الحب الأول والحب الأهم

شيماء عبد المجيد

نسلك دروبًا كثيرة بحثًا عن الحب، نتتبع رواياته وأساطيره نتمنى أن نعيشها يومًا ما، نحلم بشخصية بطل روايتنا الخاصة وننسج حوله الخيالات.

نطلق مسميات شتى؛ فهذا الحب الأول وذاك حبٌ حقيقي، وهناك الحب الأخير، أو حب العمر؛ كلها مسميات لمراحل وعلاقات قد تتوالى في حياة الإنسان ولكن من منهم أهم وأبقى!

الحب هو أسمى المشاعر الإنسانية وبه نشعر بوجودنا وذواتنا؛ ولكن قبل أن نبحث عن الحب و ننشده من الآخر أن نبحث عنه داخلنا ونرى هل نحن نحب أنفسنا حقًا قبل أن نطلب الحب من الآخر؟

علينا أن نجد الحب داخلنا أولًا ونحب أنفسنا في البداية قبل أن نهديه للآخر أو نطلبه منه، فحب الإنسان لنفسه هو الحب الأول والأهم الذي لا يتغير الذي يجب أن يتواجد قبل أي شيء، فحب الإنسان لنفسه يجعله يعرف نفسه جيدًا ويفهمها فيكون أكثر قدرة على فهم الآخر، يقف على أرض صلبة يتخير الصالح لنفسه والنافع الذي يسعدها.

فاكتفاءه بنفسه لا يجعله يتسول الحب من أحد يستطيع أن يغفر لنفسه و يحتويها، فيغفر لغيره، يقدرها فيعز عليه أن يضعها فيما لا يليق به من مواقف أو علاقات، يشعر باستحقاقه فيترفع عن الصغائر من الأمور.

كثير من الناس يبذل قصارى جهده ليحصل على الحب الذي يريد وقد يكلفه ذلك ثمنًا باهظاً للغاية
ويلقيه موارد الهلاك وهؤلاء الأشخاص لو فتشنا بداخلهم لوجدنا أنهم لا يحبون أنفسهم بل يزدروها لذلك فهم يلقون بها في التهلكة.

فكاره ذاته يعنفها لا يغفر لها؛ فيحتقرها ويزدريها ويشعر بعدم استحقاقه إلا لكل سيء وبالتالي العيش في ضغط نفسي مستمر وحياة غير صحية، ويأخذ هذا الازدراء أشكال مختلفة منها: الاستمرار في علاقات مؤذية، الإدمان، كثير من السلوكيات غير السوية.

الإنسان الذي لايحب نفسه لا يمكنه محبة الآخرين محبة حقيقية؛ بل يمكن أن يؤذيهم بإسم الحب، والذي لا يعطي نفسه حقها يبخس الناس حقوقهم.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!