حوارات

«يا حليم حبيبتك من تكون؟» رسالة محمود الغندور لحليم عن فكرة مسرحية “حبيبتي من تكون؟”

كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية قدمت قصه حياة العندليب الراحل “عبد الحليم حافظ”، وكل عمل كان له فكرته ووجهة نظره الخاصة به.

وهنا أعلن المخرج الكبير “خيري بشارة” عن مشروعه المسرحي الجديد وهو عرض مسرحي استعراضي غنائي يحمل عنوان “حبيبتي من تكون”.

وتدور أحداث العرض عن قصه حياه الراحل “عبد الحليم حافظ” بكل تفاصيلها من أول مرحله الطفولة إلى وفاته وطرح كل الاحداث والظروف الصعبة التي مر بها العندليب، ولكن يسلط الضوء بقوه علي قصص الحب التي عاشها “عبد الحليم حافظ”، ومن هنا جاء اختيار اسم العرض المسرحي “حبيبتي من تكون”.

العرض المسرحي “حبيبتي من تكون” فكرة “حسين فهيم”، تأليف “عزه شلبي، أحمد نبيل”، مخرج منفذ “أحمد محارب”، ومن إخراج الأستاذ “خيري بشاره”.

العرض المسرحي “حبيبتي من تكون” بطولة نخبة كبيرة من نجوم المسرح المصري منهم “محمود الغندور، هاله مرزوق، مروه عيد، ألحان المهدي، أميره عبد الرحمن”.

وهذا هو حواري مع بطل العرض الفنان محمود الغندور الذي سنتعرف من خلاله علي كثير من الأسرار وتفاصيل العمل، وأيضا كل تفاصيل حياة العندليب “عبد الحليم حافظ”.

  • من أنت؟

أنا “محمود الغندور” طالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية في السنه الثالثة، شاركت في كثير من الأعمال المسرحية من خلال المعهد، والمهرجان العربي لـ ” ذكي طليمات”.

تقدمت للاختبار من خلال الأوديشن للمخرج الكبير “خيري بشاره”، وسط عدد هائل من المتقدمين 

وعندما قابلت المخرج الكبير خيري بشاره كان سؤاله لي «كيف ستجسد شخصية عبد الحليم حافظ؟»

كانت إجابتي أني سأجسد شخصية “عبد الحليم علي شبانه” وليست شخصية “عبد الحليم حافظ”، فدرست اهم النقاط المميزة في شخصيته، مثل حركات يده وعينيه وطريقته في الكلام والحركة، وبحثت مره أخري في تاريخه منذ كان في الملجأ الخاص بالأيتام.

واكتشفت بعد دراستي، للبعد النفسي أن كل هذه الحركات عباره عن رد فعل، نفسي نتيجة أنه ولد يتيم، فأصبح الخوف والشعور بعدم الأمان الذي عاشه في طفولته هو سبب ملامحه الحزينة وعيناه مفتوحة دائمًا عند الكلام مع تركيز شديد، لكل ما حوله.

وبعدما شرحت للمخرج “خيري بشاره” كل هذه التفاصيل عن شخصية “العندليب”، أقتنع بموهبتي ورشحني للدور.

  • ما هو الاختلاف بين العرض المسرحي “حبيبتي من تكون” وبين أي عمل قدم من قبل يتكلم عن حياه العندليب؟

كل الأعمال الفنية التي قدمت قبل ذلك عن “عبد الحليم” كانت تستعرض فقط قصه كفاحه والمراحل التي عاشها خلال مشواره الفني، مقارنة بمسرحية حبيبتي من تكون، فهي تحكي عن قصة حياته كاملة على المستوى الفني أو الشخصي، ولكن في مسرحية “حبيبتي من تكون” يوجد بها تسليط الضوء بشكل أكبر على تفاصيل قصص الحب التي مر بها في حياته وعددها خمس قصص سنطرحها بالتفاصيل كامله.

القصة الأولي

يوجد اختلاف بين كل شخصية، فأول قصه حب في حياه العندليب، كانت “ميمي فؤاد” وكان مازال في بداية شهرته في الإذاعة وليس نجمًا معروفًا، فانبهر ان شخصية مثل ميمي فؤاد وكانت آنذاك أرتيست في فرقه “شكوكو” وتعتبر نجمه معروفه في الإسكندرية أعجبت به، وبدأت تنظر له نظرات إعجاب، ولكن سرعان ما أكتشف انه ليس أكثر من أعجاب من ناحيته.

القصة الثانية

وثاني قصه حب في الإسكندرية، عندما قدمه الفنان “يوسف وهبي” في حفل بمناسبة “عيد الثورة 32 يوليو” بحضور مجلس قياده الثورة، وكان يؤدي أغنية “صافيني مرة”، فقابل “ديدي” في الحفل وهي فتاة أرستقراطية ضمن الحضور.

 انبهرت “ديدي ” بشخصه وبصوته، ووقعت في حبه من أول لحظة وقعت عيناها عليه، وأستطيع أن أجزم بأن هذه القصة أقوي قصة حب في حياة “عبد الحليم”، وأعتقد أن أحد أسباب انبهار عبد “الحليم حافظ” بها، هي فكرة أن فتاة من الطبقة الأرستقراطية تعجب به وتحبه، وبالفعل أحبها حب شديد إلى أن ماتت في عمر صغير وتعرض لانهيار وحزن شديد.

القصة الثالثة

نأتي إلى ثالث قصه حب وهي أقوي قصه من حيث الأحداث والمواقف وهي سندريلا الشاشة العربية الراحلة “سعاد حسني” والتي أحبها حب شديد، كانت “سعاد حسني” في تلك الفترة نجمة كبيرة ولها رصيد ضخم من الأعمال، فاق عدد أعمال عبد الحليم حافظ.

فبدأ يشعر بنوع من أنواع الغيرة منها، فتوجد جمله يقولها “عبد الحليم” لسعاد حسني، وهي “مثلتي عدد كبير من الأفلام في زمن قياسي، دا مافيش نجم إلا لما وقفتي ادامه”.

 كان يقولها بمشاعر حب، مختلطة أيضا بمشاعر غيره، وأعتقد من وجهه نظري أن هذه العلاقة فشلت بسبب هذا، وعندما خيرها بينه وبين الفن اختارت الفن.

القصة الرابعة

قصة الحب الرابعة هي “كاريمان“، ووقعت أيضا في حب عبد الحليم حافظ وهو كان معجب جدًا بشخصيتها وذكائها، ولكن لم يكمل العلاقة لأنه أكتشف أن مشاعره من جهتها مجرد انجذاب وليس أكثر، وواجهها بهذه الحقيقة، وقال لها “أنا معجب بشخصيتك وذكائك و جمالك ولكن كل دا حصل في مقابلتين أو تلاته ومفتكرش إني صدر مني كلمه أو إشارة أبعد من انجذاب” وانتهت قصه، كاريمان.

القصة الخامسة

بعد ذلك تأتي قصه مروة الجزائرية وهي فتاه جزائرية الجنسية أثناء الفترة الزمنية الأخيرة في عمره، وكان يعرف خطورة وحقيقة مرضه وأنه كان على وشك الموت، ومنعوه الأطباء من الزواج، فكانت مروه بالنسبة له الحب الأخير وكان حب بريء خالي من أي أهداف أو طلبات وكانت “مروة”، لا تريد منه أي شيء غير أنها تكون بجانبه في أيامه الأخيرة لآخر دقيقة.

الصبر، فهو كان صبور جدًا منذ كان يقيم في دار الأيتام وهو طفل صغير، إلى أن ابتدى مشواره الفني ومواجهته لرفض الجمهور له ولصوته، وصبره علي الفقر الشديد، ثم مرحله مرضه والمعاناة الذي عاشها من ألم، وحرمانه من كل متع الحياه.

  • هل شعرت بالخوف من أن توضع في مقارنه مع فنانين اخرين قدموا نفس الدور من قبل؟

بالطبع تجسيد شخصية عامه وخصوصاً لو كانت محبوبه من الجمهور شيء في منتهي الصعوبة والخطورة ولكن اعتمادي علي فكره التجديد عدم التكرار أو التشبه بأي عمل سابق.

ذاكرت الشخصية بشكل جيد وكل يوم كنت أصل إلى معلومة جديده تجعلني أقرب من الشخصية إلى أن نجحت أن أصل إلى درجه قريبه من نبره صوته.

 ومن أهم الملاحظات التي قالها لي الاستاذ “خيري بشاره” أني استطيع أن اقدم دور “عبد الحليم حافظ” في جميع مراحله العمرية.

والأستاذ “خيري بشاره” كان دائم النصيحة والتوجيه لكل فريق العمل.

أيضا من أسباب تحمسي الشديد للعرض أننا نقدم جانب خفي من حياه “عبد الحليم”، لم يعرفه أحد، مما أثار فضول الجمهور لمعرفه كل تفاصيل العرض.

كان الشاعر عبد الرحمن الأبنودي يكتب لحليم أغنية جديدة، وذلك الوقت كان يكتب أشعار يغنيها الفنان الكبير “محمد رشدي”.

وكان “عبد الحليم حافظ” يشعر بالغيرة من الفنان “محمد رشدي”، وبعدما سمع الأبنودي اللحن الذي اختاره حليم لكلماته الجديدة، وكان من تلحين بليغ حمدي، غضب الأبنودي ولم يعجبه اللحن، وقال لحليم “اللحن كدا قلب الا فرانجا وأنت كدا بتبعد عن روح الكلام وأنا كاتب كلام مهم وأنت مخليه بيتشخلع كدا”.

فبدأ بليغ حمدي بالتدخل لتهدئه الموقف فرد “عبد الحليم حافظ” قائلا: “إنت هتقول لمين يا بلبل، ما هو رشدي اللي بيعبر عن روحه، لكن أنا بطلع روحه”.

  • ماذا عن تعامل أستاذ خيري بشاره داخل الكواليس؟

الأستاذ الكبير خيري بشاره أستاذ كبير وهو حاله فنيه لا تتكرر وانسان عظيم، يملأ الكواليس بطاقه ايجابيه كبيره، ولا يبخل علي اي أحد بنصيحه أو معلومة، وأنا فخور أن أقف أمام مخرج مثل “خيري بشاره”، في أول مشوار حياتي هذا كان بمثابه حلم لي.

  • موقف مضحك بينك وبين المخرج “خيري بشاره” لا تنساه؟

كان في أول يوم أقابله فيه دخل وكان يرتدي نضاره نظر وقال بنبره حاده وجاده “طبعا إنتوا عارفين إني مخرج كبير وعلشان أنا مخرج كبير مبعرفش اتكلم بالنضارة اللي أنا لابسها دي ولازم ألبس دي”، وأخرج من جيبه نضاره أخري شمسيه وقام بارتدائها، وطبعا حاله من الضحك الهستيري لكل الحاضرين.

هذا الموقف كسر حاجز الخوف والرهبة الذي كان يسيطر علينا جميعاً، وأستاذ “خيري بشاره” الانسان هو أب لنا جميعا بقلب طفل طيب جدًا وخفيف الروح والحركة ويسمع جيدا لنا وثقته الكبيرة في هي التي حمستني اذاكر وأبحث أكثر وأظهر أفضل ما عندي.

  • بعد انتهاء عرض أول يوم لمسرحيه “حبيبتي من تكون” ما هي أهم الملاحظات التي وجهت لفريق العمل؟

لم يوجه الاستاذ سمير العصفوري أي انتقاد لأي منا، بل بالعكس كان سعيد جدًا، أيضاً الاستاذ “أحمد محارب” المخرج المنفذ للعرض، كانوا سعداء جدًا، بالأداء الذي قدم.

  • ما هو أقوي ردود الأفعال التي شاهدتها بعد العرض؟

عندما قال لي الاستاذ “محمد شبانه” وهو ابن اخ العندليب “عبد الحليم حافظ”، “مفيش حد عمل حاجه بالجمال دا قبل كدا “، وفي هذا اليوم بكيت من قوه فرحتي بشهادته.

 كان يغير علي أصحابه ونجاحه ومكانته الفنية، ولهذا كان دائم البحث والدراسة والسمع لكل جديد.

ولا ينام إذا شعر ان احد سبقه أو تميز عليه في شيء ولهذه الأسباب أصبح العندليب يعيش بداخلنا إلى الآن، ولا يموت.

  • ما هو السر الذي جعل كل النساء مغرمون بالعندليب؟

عبد الحليم في هذا الوقت كان شيء جديد في كل شيء نبرة الصوت، شكل المزيكا، الكلمات، غير أنه كان يبحث دائمًا عن الجديد وعن الذي يجذب جمهوره.

كوكب الشرق السيدة “أم كلثوم”.

تعلمت أن أكون محدد وصريح في مشاعري.

  • بعد عودتك إلى مصر بعد انتهاء عرض “حبيبتي من تكون” ما هي البداية التي تتمنى أن تبدأ منها؟

أتمنى أن أشارك في عملًا دراميًا ناجحاً وأقدم شخصيات بعيده تمامًا عن شخصية أو ملامح “عبد الحليم حافظ”.

  • ما الإضافة الذي اضافها “محمود الغندور” إلى شخصية العندليب الموجودة علي الورق؟

بسبب ظروف الحياه الصعبة والقاسية التي عاشها عبد الحليم حافظ، كان يشعر بالاكتئاب والحزن دائمًا مما كان له أثر سلبي علي طريقه أدائه، نظراته، حركات جسده وجعل رتمها بطئ وحزين، فأنا جمعت من روح العندليب واضفت إليها روح محمود الغندور لأحوله إلى إنسان بعيد إلى حد ما، عن الاكتئاب واجعله ممتزج بالبهجة والتفاؤل حتي في نبره الصوت وهذا الأداء اعجب به الأستاذ “خيري بشاره” جدًا وشجعني ان أكمل العرض بهذا الأداء.

  • ما وجهه النظر في أن الغناء كان Playback، ولماذا لم يتم الاستعانة بمطرب، يؤدي أغاني عبد الحليم؟

لا يوجد مطرب في العالم يستطيع ان يحل مكان صوت عبد الحليم وأنا أري، أن هذا يدعم العرض أكثر.

  • ما رأيك في تجربه المسرح بالمملكة السعودية في موسم الرياض؟

سعيد جدًا بهذه التجربة وأخص بالشكر معالي المستشار ترك آل الشيخ أنه قام بإنشاء مسارح مصريه بالشكل والتراث والأكل المصري الهوية في موسم الرياض مثل مسرح العندليب، ومسرح أم كلثوم، أيضاً إنشاء متحف عبد الحليم حافظ ومتحف أم كلثوم شيء يدعونا للفخر، وأنا أتمني أن هذا الحدث العظيم ينشأ في مصر، وأنا متأكد أن الجمهور العربي سيعود مره أخري لمصر لحضور العروض المسرحية وذلك سيكون تنشيط للسياحة.

فنحن كنا ولازالت نصره هي بلد الريادة في الفن.

  • من دراستك للسيرة الذاتية وشخصية العندليب ما هو الحلم الذي نجح في تحقيقه وفشل في الوصول له؟

 حقق حلمه في النجاح وأصبح ضمن أكبر ثلاث أسماء في الوطن العربي، وهم: “أم كلثوم، الموسيقار محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ”، أما الحلم الذي فشل في تحقيقه هو الاستقرار.

  • لو طلب منك تجسيد السيرة الذاتية لفنان من زمن الابيض والاسود ستختار من؟

الفنان الكبير إسماعيل يس.

يا حليم حبيبتك من تكون؟

العرض المسرحي “حبيبتي من تكون” مستمر حتى 1 مارس المقبل 2022، في الساعة 08:00 مساء على مسرح العندليب – بوليفارد ميوزك، تحت رعاية الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية



اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!