مقالات

حياة

عنان فايد

كنت أقف خلف الباب ممسكة به، تكاد عيني تنهمر في البكاء وأنا أراه يبتعد وينزل الدرج، ومع كل درجة يخطوها يتمزق قلبي ألمًا للفراق.
_أرجو ألّا تذهب، أود لو تبقى معي أبدًا، كل ما يأتي في حسباني أن استيقظ من النوم ولا أجدك أشعر بالخوف ينتابني، أمنت فقط في قربك.
=كوني على يقين أنك في قلبي رغم البعد، وأن ينتابكِ الخوف وأنا برفقتك لن أسمح به، منذ لقاءنا الأول وأنا خلدتُ حياتي لأجلكِ حتى النهاية.
=إلي لقاء قريب، سأعود فيه منتصر لأجلك، ولأجل وعد قطعته لكِ أمام الله.

بعد مرور ثلاث أشهر

كل يوم مر على لم يكن بالسهل أبدًا كثير من العواصف أطاحت بي رغم الصيف، وها الشتاء يقترب وقلبي يحترق تردد وخوف واهتزاز أن تكثر الأيام أكثر دون أن يأتي.

منذ أن تفتحت عيناي على تلك الدنيا تعلمت معني أن لا تتمسك بأي شيء، لذلك كان من السهل دائمًا بالنسبة لي التخلي عن أشد ما تعلق قلبي به، أو الهروب دون سبب إذا شعرت أني اقتربت على حافة التعلق اما بشيء أو شخص أو مكان، بطبيعتي أن التصقت رائحتي بشيء فهو ملك لي أبدًا ويؤذي قلبي على أي شيء يصيبها حتى وأن كانت بسيطة، ولكن هذه المرة مختلفة تمامًا لم أخف من التعلق بقدر ما خفتُ من أن يبتعد عني وها قد آتي اليوم وتغيب عن قلبي ثلاث أشهر دون أي حديث يطمئنني.

ذهبت إلى عملي في الصباح الباكر، دائمًا نحن كفتيات مهما أصابنا من انكسار في الليل نقدر على أن نتخطاه في الصباح.

=أراكِ مُتفتحة كوردة في ربيعها، لم يؤثر غيابي علي جمالك وابتسامتك، اشتقتكِ، واشتقت لكِ.

التفت لصوته وكده أن أذهب لأحتضنه ولكن تمالكت نفسي في أخر لحظة.
متي أتيت! =الآن وأين كنت؟
=ذهبت لأغلق صفحات من الزمن وافتح أخري معكِ، وأبدأ برفقتك حياة جديدة.
منذ آخر لقاء، ولم أصل ولم تجب علي اتصالاتي، ظننت أنك ستخذلني = بل كنت أعافر، حتي أفي عهدتك به، ما زال ينقصني الآن شيء واحد فقط، ماذا؟

بعد مرور سنة


=ما بكِ، لماذا تبكين هكذا!
نظرت إليه ببكاء بشراهة.
_أطهي لكَ، الم تخبرني أنك جائع، جئت أقطع حلقات البصل
ظل يضحك كاد يضحك لفترة طويلة
=منذ متى وأنتِ تجدين شيء مما تفعله الفتيات حتي “المطبخ”

ضحكنا معًا وطهينا معًا وكل مرة أنظر إلي عيناها أدرك أن اختياري لزوجتي وقرة عيني كان صائب، فنعم صديقة وأم وأخت وأن لخصت صفاتها في كلمة واحدة لكانت “حياة”

كثير منا يخطئ في الاختيار لأنه في عجلة من أمره يريد الزواج فقط لا الشريك الدائم والنصف الآخر له، الذي إن غاب غابت معه ألوان الحياة.
“تيقن في الاختيار فلا نصيب لكَ قد يأخذه غيرك، مهما بلغ العنان للأمر”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!