ابداعات

مضيت وكأنما أعجبك الفراق

مريم رجب

خاطرة

مرت عشر سنوات على وقفتنا هناك عند ذلك الباب الذي دخلت منه أحلامنا وأمانينا ووعودنا التي قطعناها في صمت مهيب قبل أن نقطعها بشفتينا، والباب ذاته شهد لقاءانا الآخر والأخير، خرجت منه قصتنا تلهث وتركض تصارع ماذا لا أعلم؟

عشر سنوات مضت وأنا أنتظر علّنا تضيق بنا الحياة فرادى، علّنا تعود مقاصدنا ونلتقي، كل عام يمر أعقد في قرارة نفسي عهدًا بأن لا أبرح هذا العام إلا وأنا أهزم كبريائي وأعود إليك حتي وإن لم تعد أنت، ويهزمني كبريائي وهو ينظر إلي بنشوة الانتصار، هل خضت حربًا كهذه مع كبريائك أنت أيضًا؟ أكنت تنوي الخضوع لقلبك وهُزمت من خُيلاء روحك؟

تعاهدنا ألا يفرقنا الزمن ولكن نحن من غدرنا لا هو، لماذا غدرنا؟ ما ضرك أن تعود وتقول اشتقت هكذا بدون مقدمات؟ وما ضري أن أعترف بخسارتي يومًا؟
تعاهدنا أن نعود حينما تهزمنا عواطفنا ونشتاق، لكن نشتاق ولا نعود ويهزمنا كبرياؤنا لا عواطفنا، تظن وأحسب أن من يعود أولًا هو المخفق، ويأخذنا الكبر ونتمادى.

أنت وأنا كلانا خسرنا، لم نجنِ من الفراق سوى الندم، بطشت بنا الأيام، فلا حق لدي فيك ولا حق لك في، أرى خوفك الكامن في عينيك من أن يظهر ضعفك وانكسارك لي، وأضمر خوفي في عدم رغبتي أن ألتقط شيئًا فتُظهر رجفة يدي ضعفي وانكساري، لاحقت أنت وأنا السراب برغم أن الحقيقة كانت جلية، كلانا يعلم أن عنادك وتعنتي هما موضع الآثام.

أشتاق لوقفتنا تلك، أشتاق لذلك المكان الذي شهد عهودًا لم نصنها، تاق قلبي لك، فجفلت عن كبريائي، وكتبت لك وأنتظرك، كم يبقي من العمر ليفنى هكذا، أريد أن أفني ما بقى من عمري فيك، وأن تفني عمرك الباقي في، عد وسأعدك بالفرار معك والتنصل من كل شيء عداك، أو أعود وتعدني بالانهزام، عدني أن تهزم أمامي كل ذرة كبر، واترك كل شيء لأجلي، وانظر إلى تلك التي لطالما حملت ترياق قلبك وسلها، إن كان قد حمله غيرها فلا تعد.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *