ابداعات

رذيلة الغفران

هاجر متولي

أصعب إحساس أن تعتقد أن لك أهمية كبيرة في قلوب من تحبهم، فتكشف لك الأيام أنك كنت تسلية لوقت محدد وتنتهي صلاحيتك.

فليس هناك ما يؤذي أشد من الذين يتوقفون فجأة عن منحك ما عودوك عليه، ومن الذين يصبحون بلا مبرر أشخاصًا لم تعرفهم من قبل.

فتكتشف أنه كان لزامًا عليك أن ترحل منذ الخذلان الأول، والرفض الأول، والتخلي الأول، فإذا هُنت يومًا على نفسك، فلا تنتظر من الآخرين أن يمجدوا حضورك.

فإن الشجاعة لا تكمن في الاستمرار في الأشياء، بل في الانسحاب منها، وتركها عندما تشعر بأنك تعطيها أكثر مما يجب، وهي تعطيك أقل مما تستحق، فتتآكل روحك ويتحول الحماس إلى هم تحمله على قلبك، فلا أنت تشعر بالسعادة، ولا أنت تملك القوة التي تجعلك تنسحب من كل شيء لا تحبه، ولكن كيف تعرف أنه حان وقت الانسحاب؟ ومتى اللحظة المناسبة؟ قد تتسائل كثيرًا و تنتظر ما يشجعك على هذه الخطوة، ولهذا هناك بعض الإشارات التي تلمح لك أنه حان الوقت المناسب للانسحاب، ولكن في كل مرة ترى أنه من الأولى أن تؤجل.

فتريد أن تخلص ذاتك من الشعور الذي سكن بك، وتشفق على ذاتك بأنك أصبحت بصورة لا ترغبها بك، وتظل تكتم حزنك وغضبك بداخلك حتى يتآكل أجمل ما كان بك، وتتغير فتصبح أقل ثقة، تفكر أكثر وتنعزل أطول… إنها رذيلة عدم خوض المعارك في وقتها.

تخلص من عاطفتك المُفرطة، توقف عن سرد العتابات، لا تستمر بمطالبة احدهم للوقوف بجانبك، وكُن صاحب كفاية ذاتية لتكون دائمًا في أجمل حال.

أحبوا على مهلٍ، وكونوا أحرار العقل، وخوضوا العمر ببهجة، و عيشوا دهشةَ الطفل، ولا تبكوا على أحدٍ، ولا تسعَوا إلى الوصل، وإن أذاك أحد فابتسم، ورد صاعهم صاعين، رد الشيء بالمثل، وكن السهمَ إن خذلوك.

ففي النهاية أنت إنسان ولست جبلًا عليك أن تكف عن التفكير في أشياء لم تعد لك، ولا أشخاص ليسوا أهلًا لصحبتك، فأقطع خطواتك وقف بعيدًا، آن الأوان لتركض لك الأشياء التي لطالما ركضت لها في كل مرة.

فإذا كنت قد تم كسرك بوحشيّة، ولكن ما زال لديك الشجاعة لتكون رحيمًا مع الآخرين، فأنت إنسان حقًا.

فيا الله، ساعدنا على الرؤية الواضحة منذ البداية، نحنُ الذين نرى الأمور بقلوبنا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *