حوارات

الفنان الشاب مجدى سليم فى حوار جرئ جدا لهافن محمد رمضان مينفعش مطرب

ثورة في عالم الموسيقى، أحدثها الفنان مجدى سليم، عاشق الجيتار، من خلال مقطوعاته الفريدة، لكنه لم يكن متميزا في المجال الموسيقي بل حتى مع أسلوبه الرائع مع زملائه فى الوسط الفني

مجدى سليم واحد من أشهر عازفي الجيتار في العالم العربي، بل يعتبره الكثيرون أفضل من أمسك الجيتار وأخضعه للأذن العربية

هناك فجوة كبيرة بين جيل العظماء والجيل الجديد من الملحنين.. لماذا؟

جيل العظماء هو أحسن لقب يطلق عليهم، فكل منهم صنع نفسه، ولم تصنعه أية وسيلة غير إبداعاته، فإذا نظرنا إلى محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى ومحمد الموجى وبليغ حمدى ومحمود الشريف وأحمد صدقى ومحمد فوزى ومحمد القصبجى، لن نجد واحداً منهم صنعته الدعاية ولكن إبداعاتهم الخالصة ومجهوداتهم هى التى صنعتهم.

أما الجيل الحالى فللأسف تربى على الموجود “الفاسد”، وليس لديه علم بقواعد وأصول الموسيقى، ولا يملك ثقافة موسيقية، ويعتمد فى أعماله على الكمبيوتر والبرامج التى يأخذها من الغرب، حتى أصبح لدينا مليون ملحن لا يعرفون أى شىء عن الموسيقى، وأصبحت ظاهرة وشيئاً فاضحاً، ، “هذا الجيل مبدأه “الرخيص أفضل”.

ما النصيحة التى تقدمها لتأخذ بيد هذا الجيل؟

للأسف الجيل الحالى لا يقبل النصيحة، ويعتمد على الاقتباس من البرامج الأجنبية، ويبيعها ويكسب، فالمكسب المادى لديه هو النجاح، فيجب أن نعى وندرك جيداً أسباب هذا الهبوط، فنحن الآن نتعامل مع الفشل على أنه النجاح، والمطربون الحاليون لم يجدوا أغنية واحدة ينجحون بها، واتجهوا إلى عمل الدويتو مع بعض المطربين الأجانب، ولم يحصلوا على النجاح أيضاً.

المسألة أصبحت آخر لخبطة، نجد مطرباً الآن ينتشر كالنار فى الهشيم، ويطلق على نفسه “الملك”، وأنه رقم واحد، وهو ليس له صوت ولا يصلح للغناء، والجمهور للأسف يسير وراء الرايجة.

تقصد صوت “محمد رمضان”؟

محمد رمضان “مش مطرب أصلا”، كما أنه ليس لأحد أن يغنى دون تصريح من نقابة الموسيقيين، وهناك فرق بين تصريح الغناء كـ”منتسب” أو كـ”مغنى”، فهناك منتسبون يغنون ضمن السياق الدرامى، لكن هذا يمنع طرح الأغنيات بعيداً عن سياقها الدرامى، وطرحها يعد تحايلاً على القانون، وتحرك لجنة العمل والشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة الآن متأخراً، نظراً لأنه أصدر أغنيته بالفعل، “مين ده اللى ينجحه، ده مينفعش مطرب، ده مخالف”.

وكيف يتم الإصلاح؟

ـ للأسف أصبح لهؤلاء نسبة مشاهدة كبيرة، فلا أمل فى الإصلاح، وكما نأخذ من دول الخليج الأموال سنأخذ منهم أصواتاً أيضاً، وقد تنبأت بالمستقبل المظلم الذى نحن فيه الآن ونوهت عن الكارثة من قبل.

ما الروشتة أو خارطة الطريق التى يمكن أن تنتشلنا من الوضع الحالى؟

الحل يتمثل فى ثلاث نقاط، أن تكون هناك لجنة للاستماع وإجازة هذه الأصوات، والثانى الاختيار الجيد للنصوص والكلمات، والثالث الارتقاء بذوق الجماهير الذى أصبح سبباً فى هذه الكارثة، فالذوق الهابط هو الذى يجيز أى صوت حتى لو كان لا يصلح، وهو الذى ساعد على نجاح الأغانى الرخيصة التى تنتج تحت السلم على النجاح والانتشار، وإذا شاهدنا بعض قنوات الأغانى سندرك حجم الكارثة.. يجب تكوين لجنة، ليس بها مجاملون ولا منافقون، لتجيز الأصوات الصالحة والأغانى الهادفة، بدلاً من المهزلة التى حصلت فى إحدى الحفلات الشهيرة التى أتاحت الفرصة لمطرب ليس له صوت أن يغنى بها، ولكى يخفى ضعفه طلب من الجمهور أن يغنى معه، والمطربة التى قالوا عنها خليفة أم كلثوم وهى “بتغنى من ضهرها”، فهذه اللجنة تكون مسئولة عن كل ما يقدم للجماهير من أعمال موسيقية ودرامية أيضاً، ولا يذاع شىء إلا بموافقتهم، وبذلك يمكن أن نقدم للناس الجيد فقط بدون مجاملة وتحيز، وهذه بداية الحل.

وكيف نصلح ذوق الجمهور الذى تتهمه بأنه سبب فى تضخم المشكلة؟

ـ ننظف سمعهم من خلال قيام أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية بإعادة زمن الفن الجميل بكل ما فيه من أصوات ومفردات وألحان، وكذلك لا بد أن تبث للأوبرا إذاعة مستقلة بها تقدم فيها الأصوات الجيدة، وتعرض ما لديها من كنوز، وتقدم الأعمال الجيدة، والعودة أيضاً إلى الإنتاج الغنائى بالإذاعة والتليفزيون بدلاً من الفضائيات التى تقدم لنا أغانى هابطة وأغانى البورنو كليب، والدليل أن هناك مطربة تنجح بلحمها وفساتينها فقط، وليس بصوتها للأسف.

لماذا لم نعد نقدم أغانى وطنية تنافس ما قدمه جيل العظماء؟

لأننا تعاملنا مع الأحداث الوطنية بالطرق التقليدية وبالغناء الاستهلاكى، عكس ما كان يحدث فى الماضى، عندما كانت الأغنية تعيش حتى أصبحت ذاكرة الأمة، وفى أحداث ثورة يناير استعان الشباب بأغانى العظماء، ولم يستطع أى مبدع أن يكون له رد فعل جيد، رغم أن كل ما هب ودب أصبح يدعى أن له دوراً غنائياً، كنت أتمنى أن أستمع إلى صوت جديد ولحن جيد وكلمة صادقة، ولكن خابت كل آمالى..

ما رأيك فى الجوائز؟ وهل تعد مقياساً لنجاح المطرب أو الملحن؟

ـ النجاح يصنعه الفنان بنفسه، ويحصل عليه من خلال الجمهور، أما الجوائز فهى تتويج لقيمة ما قدمه المطرب أو الملحن.

كيف ترى الأغانى الشعبية الآن؟

ـ بكل أسى وأسف كلمات الأغانى الشعبية أصيبت بهبوط حاد وتدنٍ للذوق العام، لأن بعض الملحنين والمطربين يلجأون إلى كلام خادش للحياء لضمان النجاح، وتبريرهم الخاطئ أن “الجمهور عايز كده”، ويجب أن يكون للرقابة دور كبير وفعال فى التصدى لمثل هذه الأعمال واقتلاع هذه الظاهرة من جذورها وتقضى على هذا التوغل الخطير، فقد أصبح لدينا مفهوم خاطئ للديمقراطية، فالبعض يرى أن العشوائيين يجدون فى هذه الأغانى متنفساً لهم، وهى صخب ولا يوجد بها موسيقى ولا كلمات، ومن يطلقونها ليس عندهم صوت من الأساس، ولا يجوز أن يطلق عليها أغانى شعبية، بل يجب أن يطلق عليها أغانى عشوائية، وللأسف ساعد على انتشارها أفلام المقاولات، ولا يجب أن نلوم سوى أنفسنا، فقد أصبحنا لا ندرك أهمية الأغنية الشعبية التى كان يقدمها العمالقة أمثال محمد رشدى وعدوية ومحرم فؤاد.. وسيد مكاوى.

مارايك فى إسماعيل ياسين.. لك رأى فى صوته.. فما هو؟

ـ إسماعيل يس من أسلم الأصوات الغنائية، كما أنه صوت مقامى 100 % ولديه قدرة على تطويقه داخل المقام.. صوت إسماعيل لا يمكن “يخس”، ولذلك نجح كمنولوجيست، خاصة بعدما دخل فى سكة النقد الاجتماعى الساخر.. وأصبح واحداً من نجوم الحفلات الغنائية، خاصة الإذاعية، قبل اختراع التليفزيون.. وكان معتاداً أن تجد اسمه على أفيشات تلك الحفلات إلى جانب نجوم الكبار أمثال كارم محمود ومحمد قنديل وتحية كاريوكا، وأذكر أنه غنى مرة “كل كلمة حب حلوة قلتها لى” فى حضور عبدالحليم حافظ، فصفق له بشدة إعجاباً.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!