خواطر

«ذِكريات ليتها تعود»

بقلم/ جويريه سعيد

كيف مر العمر دون أن أدري؟فأنا ما زلت بِداخلي تلك الطفلة ذات الجدائل، كنتُ أرتدي رداءً أحمرَ لأُشابه قصة (ذات الرداء الأحمر والذئب) لأعيش بقصة تُشبه القصص التي كانت تحكيها لي جدتي.

لقد كانت في كل رِواياتها تريد أن تعلِمني مِنها شيئًا ينفعني عندما أكبرُ، فلقد أدركت ما كانت تريد أن تعلمني إياه، عندما جاء وقته المناسب، عندما رحلت وتركتني، فيا ليتها تعود لي مرة أخرى.

لكي أحتضنها وأخبرها عن ما حدث لحفيدتها مِن بعدها! كنت يومًا ألهو مع من هم بسني من الأطفال، لا يهمنا في الحياة سوى المرح، كانت لنا ذكريات عديدة، وكلها كانت جميلة، ما زلت بداخلي حتى الآن، كُنا ألطف أصدقاء.

لقد كانوا من نوع فريد، أصدقاء بالمعنى، حتي الآن لم أعثر على صديقة تشبه واحدة منهُنَّ، أتذكر عندما كنا نضغط على أجرسة الجيران، ثم نجري، دون أن يرانا أحد، كنا سويًا ضد الحياة، فلم تقوَ علينا يومًا، تحدينا سويًا كل شيء وَقِفَ قِبالتنا، عِشنا ذكريات لن تتكرر أبدًا، أجمل لحظاتي كانت في طفولتي معهم.

أما الآن فأنا أقف في شرفة منزلي بعد أن مَرَّت سنين على آخر لقاءٍ لنا في الطفولة، أمسك بإحدى صورنا القديمة، تلك التي بالأبيض… والأسود، ما زالت تلك الصورة تُلازمني، بالرغم من مرور سنين، كل شيء يخصهم ما زال بداخلي، فيا ليتنا نلتقي بعد كل هذا الضياع؛ فأنا لا أعلم كيف اِنقضى الوقت؟ ولا فِيما مرّ؟ أو كيف افترقنا وضعنا في بحر الحياة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!