
بقلم: هاجر عبد السلام
أكتب بأناملي المرتعشة ما تبقى بذاكرتي منذ آخر لقاء لنا، كان الجو مليء بنسمات هواء ديسمبر.
“في ديسمبر تنتهي الأحلام”، قرأتها ذات مرة وعلى الرغم من حبي لأوقات ديسمبر والطقس به لكنني حقًا كل عام أفقد جزء مني فيه..
الخامس عشر من ديسمبر:
كنت أجلس على حافة البحر أنتظرك ويتلاعب الهواء بخصلات شعري وأنا أردد “شعري جميل اليوم ينقصه أصابعك” فأجد يديك الحنونة تبث الأمان في روحي فور أن تربت على كتفي.
ثم حدقت إليّ بعينيك التي تشبه حبات البندق
وأخبرتني بصوتك الحاني أنني أبدو جميلة اليوم أكثر من أي يوم مضى، وأن الوطن يلتخص بأبسط صورة له في وجهي.
أهديتني الورود، الكتب، ورائحة يديك، قرأنا القصائد سويًا وغنينا معًا.
وكان لقاءً يندي له جبيني عشقًا، جلست تقول لي أنك تضعني بين حاء وباء “الحب” حتى لا يكون لنا نصيبًا من الفراق، وحتى أعلم -دائمًا- أنك لن تكُف عن حبي.
ودّعتني حينها وداعًا جعلني أرتجف، أمسكت بيدي جيدًا وضعت قبلة بين كفيّ وطلبت مني أن أظل أدعو الله لك إلى حين عودتك.
رأيت قلبي يحدثني أننا لن نلتقي مجددًا، وقد غبت وطال بعدك، جلست أنا وقلمي نكتب لك، وأنا وقلبي نشتاقك.
بكيت لأنني أدركت أنك أردت أن تنهي ما بيننا بلقاء يجعلني لا أنساك، يجعلني لا أستطيع أن أكرهك حتى وإن حاولت.
أخرجت قلمي لأوثق كل ما حدث، ورغم علمي أن هذه النصوص ستؤذيني كلما مرّت أمامي ذكرياتنا إلا أنني أردت أن أنهي آخر ما يُكتب لك؛ لطالما كنت على مدار سنواتنا معًا أكتب لك، وعنك، ومن أجلك، الآن أخبرك أنه رغم الفراق الذي منحنا انهزام أخير، لكنني توجت هزيمتي منك في مقدمة انتصاراتي.