خواطر

ذات المرآة

بقلم: ولاء صلاح عبد الكريم

عن فتاة كانت عندما تنظر إلى المرآة لا تجد سوى هذه الكلمات تطرأ على بالها تلقائيًا، دون تمحيص أو سابق تفكير، أنا قبيحة، أنا لا أستطيع فعل شيء، لم ولن أستحق الحب يومًا ما، صدقت الفتاة تلك السموم عن نفسها ولم تحاول يومًا أن تتشافى منها.

تلك الفتاة في يوم ما وهي في غفوة، رأت في حلمها فتاة جميلة رقيقة ذات عيون لامعة، وجدتها تقف أمام ذات المرآة التي كانت دومًا تقف أمامها، تردد همهمات غير مفهومة ويبدو على وجهها الحزن، اقتربت منها لكي تسمع ماذا تقول، فإذا بها تردد نفس كلماتها التي كانت ترددها أنا قبيحة… تعجبت كثيرًا لماذا فتاة بذلك اللطف تردد كلمات كتلك، فسألتها من أنت؟ فأجابت… أنا ابنتك!

استيقظت الفتاة فزعة! وتساءلت لماذا تردد ابنتها تلك الكلمات الشنيعة عن نفسِها؟ ولماذا لم تكن بجانبها لكي تطمئنها وتخبرها أنها ليست كذلك، وأن تلك الكلمات لم تكن يومًا لها كانت منها إليها.

فكر الآن كيف ترى نفسك في مرآتك الخاصة؟ هل تحبها؟ هل ترى نفسك جدير بالثقة؟
قد لا تدرك ذلك ولكن نظرتك عن نفسك ومعاملتك لها يمتد أثرها لأبناءك في المستقبل، فالأبناء لا يرثون فقط جيناتنا، ولكنهم أيضًا يكتسبون عاداتنا وأفكارنا عن أنفسنا وعن العالم، فمن الأشياء التي لا نضع لها حسبانًا في التربية هو نحن، مخاوفنا طريقة معاملتنا لأنفسنا وأفكارنا، لا ندرك كم يؤثر كل ذلك على أطفالنا؛ فنحن قدوتهم الأولى والأهم في حياتهم.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!