خواطر

تفاوض ذهني حاد

هاجر متولي

أننا نعاني من الفهم المفرط لحقيقة الأمور، وهذا ما يفسد علينا حياتنا، عدم الإدراك احيانًا ينجي النفس من الهلاك.

الكون به الكثير من الحقائق الصادمة التي تظهر لنا مع مرور الأيام، ومع كل موقف ترى روحك تفقد شيء ما، ويتضح بها شيء آخر لم تكن تعلم يومًا أنه كائن بك، ولكنه أصبح جزء منك ومن طباعك مع الأيام.

وتكتشف أنه حتى الآن لم يدرك أحد حقيقة ما بك، رغم قربه منك، ورغم قربك منه، لا أحد يعي ما تخبئه لك الأيام، ومن أين سيكون جرس الانتباه.

لطالما أعتقدتُ أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الانكسار خلف قوتي، الاكتئاب خلف هروبي، والحزن الذي خلف عزلتي، حتى أيقنت أن لا أحد معي سواي.

في مثل هذا اليوم منذ عام أو عامين… أتذكر تلك المِحنة التي كانت بالنسبة لي هي نهاية الدنيا؟

لقد سلبت مني الكثير، وأعطت لي إشارات عن الكثير، لقد كدتُ أنهى حينها، ولكن القدر عزم على أن أكمل الطريق.

ولقد منّ علي مرةً أخرى باختبار جديد لعلي أبقى مستيقظة، ولعله يستطيع أن يعرف هل تلك المحنة ستكون نهاية لي، أم أنها مجرد محنة لتعلمني الكثير مما أجهل، ولتخبرني أنها ستنقضي كما فعلت معي قبل سابق في الكثير، بعد ما تسلب مني مباهج أخرى، وتعطي لي المزيد من الاشاردات التي يجب علي أن أسير عليها حتى أكمل الطريق.

فلاشيء في هذا العالم أسوأ من أن يُعاد شعور قديم، جاهدتُ نفسك طويلاً لتجاوزه، يُعاد بنفس القدر من اليأس والوجع والخذلان، هذا الشعور الذي سلمت لذاتك أنك قد تجاوزته، جاء ليخبرك أنه مازال يؤثر فيك.

نحن الذين نهضوا من كل هذا، الذين استطاعوا عبور النفق – رغم الخوف – بحثًا عن النور، الذين تحلوا بشجاعة الاعتراف بالخسارة ولم يتوانوا عن المواجهة، الذين يباهون بندوبهم ولا يخجلون منها.

هؤلاء الذين يصعب تحديهم، هؤلاء الذين تعافوا من كل كسر… الذين كانوا أكبر من الهزيمة، وأطول عمرًا من الخذلان.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!