أن تخضع

شيماء عبد المجيد

حينما يخشع القلب يتبعه الجسد خاضعًا بالمعنى الحرفي للكلمة، وهو خضوع الحركة أو بالمعنى الأشمل وهو الخضوع والاستسلام في الحياة بكل نواحيها.


فأن تخضع أن تجثو على ركبتيك ويداك مرفوعتان، وقلبك خاشعًا تعلن الاستسلام لرب الملكوت.

وهو الخروج من الدنيا وإلقاءها خلفك بكل شهواتها وهمومها ويداك صفرا منها؛ ولسان حالك يقول: هآنذا قد أتيتكم مستسلمًا ومُسلِمًا أخرج من حولي وقوتي وضيق أفقي ومحدوديتي إلى حولك وقوتك اللامتناهية وسعة تدبيرك.

أعلن ضعفي وفاقتي وافتقاري أشكو إليك؛ فقد غلبتني نفسي وأعيتني الحيل وليس لي سواك يعينني عليّ وأفر منها إليك، ليس لي إلاك أضع قلبي بين يديه فلا أضل ولا أشقى.

أعلن حبي وإدراكي للطفك الذي أحاط بي وأنقذني حين ظننت أني هالك لا محالة، أدرك جبرك الذي أصلح كسورًا زادتها الأيام إيلامًا، أدرك حبك.

اللهم أنت السلام وفي رحابك السلام وكل ماهو منك وإليك حب وسلام، اجعلني في رعايتك وأمنك ففي قربك الأنس ونجاة سرمدية.

error: Content is protected !!